أُشرّقُ أَمْ أُغرّبُ أَمْ أَطيرُ
فشعري والهمومُ هما السريرُ
وآلافاً من الأَبيات أَبني
لها يأويْ المعذَّبُ والفقيرُ
وبَيتْي غيمةٌ.. فإذا غفوتُ..
أَطاحَ بغفوتْي المطرُ الغزيرُ
فمن حقلٍ إلى جبلٍ لبحرٍ..
ومن خطرٍ إلى خطرٍ أسيرُ
عشقتُ مَسيرتي وبها قنعتُ
وأعلمُ أنْ مسلكها خطيرُ
فخيرُ الشعرِ ما عَبَر المنافي
ورددَّهُ المُهجّرُ والأسيرُ
وخيرُ الشعرِ ما غنّاهُ شعبُ
لهَ نصرٌ بهِ ولهُ نصيرُ
أُناصرُ كلَّ ذي قلبٍ جريحٍ..
وأجهلُ ما يخطُ ليَ المصيرُ
أخي السيابُ والحلاّجُ عميّ
وبشار بن بُرد أبي البصيرُ
لو أن الشعرَ يتبعهُ ثراءٌ
بنى قبليْ الفرزدقُ أو جريرُ
وما الشعراءُ إلا قلبُ أُمٍ
لصرخةِ كل طفلٍ يستديرُ
ملأنا الأرضَ أزهاراً وحُباً
وفي أَعماقنا هَمٌ كبيرُ
ونقضي العُمرَ نكراناً ونفياً
وبعدَ الموتِ أعلاماً نَصيرُ