TODAY - November 09, 2010
تركيا تحتضن مؤتمراً دولياً حول الأوضاع في العراق
وفد من الكونغرس يدعو من بغداد لحكومة تضم جميع الكتل الفائزة
أسامة مهدي من لندن
بدأ وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور جون ماكين مباحثات في بغداد اليوم مع كبار المسؤولين العراقيين داعياً إلى تشكيل حكومة شراكة وطنيّة تضم جميع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات وذلك عشية اجتماع يعقده القادة العراقيون في محاولة لتذليل خلافاتهم حول الحكومة.. فيما تحتضن تركيا غداً الاربعاء مؤتمراً حول التعاون الاقليمي والدولي لتدعيم الاستقرار في العراق وذلك مشاركة ممثلين عن 14 دولة.. بينما ناقش وزيرا الخارجية العراقي والفرنسي اجتماع مجلس الأمن الليلة حول الأوضاع الأمنية في العراق.
خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء نوري المالكي مع الوفد الذي ضم السيناتور جون ماكين والسيناتور لندسي كراهام والسيناتور جو ليبرمان وبحضور السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري والقائد العام للقوات الأميركية الجنرال لويد أوستن بحث تطوير العلاقات بين البلدين ومستجدات العملية السياسية وتنفيذ اتفاقية الانسحاب الأميركي من العراق بنهاية العام المقبل.
وأكد المالكي خلال الاجتماع حرص العراق على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة في جميع المجالات وأهمية اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين وضرورة تفعيلها بما يخدم المصالح المشتركة.
وحول جهود تشكيل الحكومة قال المالكي انها تسير بالاتجاه الصحيح "ونحن حريصون على تشكيل حكومة تشارك فيها جميع الكتل السياسية ولاتستثني احدا وقد أكدنا حرصنا على ذلك في اجتماع اربيل وان العمليات الارهابية الاخيرة الهدف منها تعطيل تشكيل الحكومة لكن الارهاب لن يتمكن من تحقيق اهدافه" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.
ومن جهته جدد الوفد الأميركي دعم بلاده للعملية السياسية ولجهود تشكيل الحكومة والتأكيد على التزام الولايات المتحدة باتفاقية سحب القوات في موعدها المحدد وتفعيل العمل باتفاقية الاطار الاستراتيجي.
وعلى الصعيد نفسه وخلال اجتماع مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي بحث وفد الكونغرس آخر المستجدات في الأوضاع السياسية والأمنية العراقية والحوارات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة على ضوء مبادرة رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني والدعوة لانعقاد مجلس النواب بعد غد الخميس.
وقال عبد المهدي أن "اجتماع قادة الكتل السياسية في اربيل امس كان بداية جيدة من اجل التوصل لاتفاقات وحلول نهائية للازمة السياسية التي تمر بها البلاد". وشدد على أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع القوى والكتل السياسية دون إقصاء أو تهميش لأي طرف معتبرا ذلك أمرا حيويا وهاما لترسيخ التجربة الديمقراطية وحل المشاكل والقضايا التي تواجه البلاد. واشار الى أن "التجربة الديمقراطية في العراق تسير وسط نجاحات واخفاقات لكنها تتعزز باستمرار من خلال تصميم الشعب العراقي على انجاحها بالرغم من كل الصعوبات والمشاكل". وقد اعرب وفد الكونغرس عن الامل في ان يتمكن القادة العراقيون من تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حثت امس زعماء العراق على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وقالت "على مدى الثمانية أشهر الماضية رصدنا اشارات عديدة على انهم اقتربوا من التوصل الى اتفاق انهم على وشك تشكيل حكومة اتفقوا على ترتيبات اقتسام السلطة لكن هذا لم يتجسد بعد".
واضافت كلينتون "من النزاهة القول اننا حثثنا العراقيين دوما على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تعكس مصالح واحتياجات القطاعات المختلفة للسكان وان يكون هناك اقتسام شرعي للسلطة بين الجماعات المختلفة والافراد".
زيباري وكوشنير يبحثان اجتماع مجلس الأمن حول أوضاع العراق الأمنية
بحث وزيرا الخارجية العراقي هوشيار زيباري والفرنسي برنارد كوشنير خلال اتصال هاتفي طلب فرنسا اجتماعا لمجلس الأمن اليوم لبحث الأوضاع الأمنية في العراق. وقالت وزارة الخارجية العراقية اليوم ان الاتصال جاء بعد طلب واستفسار وزارة الخارجية من السفارة والمراجع الفرنسية معرفة ماهية ودواعي الطلب الفرنسي سيما وان موضوع الوضع الأمني يجب ان يعرض بالتشاور مع الحكومة العراقية صاحبة الشأن.
واشارت الى ان وزير الخارجية الفرنسي قد اوضح "أن الطلب الفرنسي جاء لبحث استهداف المواطنين المسيحيين لا سيما بعد مجزرة الارهابيين في كنيسة النجاة وكذلك استهداف الهجمات الارهابية العديد من الاحياء السكنية في بغداد ومواطني محافظات النجف وكربلاء بهدف اصدار موقف دولي لادانة الارهاب والعمل على مكافحته،وان الطلب الفرنسي لا يتعلق بأية قضايا سياسية او سيادية عراقية".
واشارت الى انه جرى التفاهم بين وزيري الخارجية على صيغة البيان الذي قد يصدر عقب مشاورات مجلس الأمن اليوم حيث عبر كوشنير عن دعم بلاده لجهود القادة العراقيين واجتماعهم الحالي على ضوء مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للتوصل الى اتفاق وطني لتشكيل الحكومة العراقية.
ومن المنتظر ان يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم الوضع في العراق بطلب من باريس على ما افادت وزارة الخارجية الفرنسية عقب لقاء جمع وزيرها برنار كوشنير بممثلين عن الطوائف المسيحية في الشرق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "اننا اقنعنا شركاءنا في المجلس بالعمل وفق هذا المقترح". وكان وزير الخارجية الفرنسي اعلن في وقت سابق الخميس امام مجلس الشيوخ انه طلب مناقشة الوضع الأمني في العراق داخل مجلس الأمن الدولي كما دعا الاتحاد الاوروبي الى التطرق الى أوضاع المسيحيين في هذا البلد في اسرع وقت ممكن.
وفي رسالة موجهة الى رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق الكاردينال عمانوئيل دلي أكد برنار كوشنير تضأمن فرنسا مع مسيحيي العراق بعد المجزرة التي اودت مساء الاحد بحياة 44 مصليا وكاهنان في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد.
وتبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة مجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد حيث قتل الاحد 44 مصليا وكاهنان وأكد ان المسيحيين باتوا "اهدافا مشروعة لمجاهديه". وأكد كوشنير في رسالته ان "فرنسا ستظل دوما الى جانب مسيحيي العراق" و"لن تفض يدها" عن الموضوع. وقال ان "نية الارهابيين بطبيعة الحال الغاء اي امل بالتعايش المتجانس بين الطوائف"، وقال انه "مهتم جدا بمقترحات" البطريرك حول الحلول الواجب ايجادها لصالح هذه الطائفة "وهي عنصر مكون من الامة العراقية ورمز" لتنوعها.
وقد وصل 35 عراقيا كانوا جرحوا الاسبوع الماضي في الهجوم على كنيسة للسريان الكاثوليك في بغداد الى مطار اورلي الباريسي الليلة الماضية. ونقلت الطائرة 35 جريحا بينهم 34 مسيحيا وحارسا مسلما بالاضالة الى 19 شخصا من مرافقيهم حيث استقبلهم عند سلم الطائرة وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون الذي تحدث الى بعض الجرحى الذين نقلوا الى مستشفيات في المنطقة الباريسية حيث يمكن لمرافيقهم ان يزورهم اعتبارا من اليوم الثلاثاء.
تركيا تحتضن مؤتمراً دولياً حول العراق بمشاركة ممثلي 14 دولة
تحتضن تركيا يوم غد الاربعاء مؤتمر دولي متخصص حول العراق بمشاركة مسؤولين سياسيين وخبراء اكاديميين من 14 دولة عربية الى جانب جامعة الدول العربية ودول اجنبية. وقال مسؤول في المركز التركي الاسيوي للدراسات الستراتيجية "تسام" الجهة المنظمة ان المؤتمر سينعقد في مدينة انطاكيا بجنوبي تركيا غدا الاربعاء بالتنسيق مع مكتب حاكم الاقليم ويستمر ثلاثة ايام. واوضح ان المؤتمر سيركز على موضوع "العراق وأوضاعه الداخلية" وسيبحث المشاركون فيه محاور مختلفة من بينها الدستور العراقي واللاعبون السياسيون في العراق والتعاون الاقليمي والدولي لتدعيم الاستقرار في هذا البلد".
واضاف ان الجانب التركي قدم ورقة عمل تشرح الدور الذي تبذله تركيا من اجل الحفاظ على التركيبة الاجتماعية والاقتصادية في العراق اضافة الى مساعيها للتقريب بين القوى السياسية العراقية. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي الست والعراق وسوريا والاردن واليمن وفلسطين ولبنان ومصر اضافة الى جامعة الدول العربية والولايات المتحدة وروسيا والهند والصين وكذلك ممثلون عن منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
ومن المقرر ان يفتتح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ووزير العدل التركي سعدالله ارغين اعمال المؤتمر الذي سيرأس جلساته رئيس مركز "تسام" سليمان سينسوي. ويأتي انعقاد المؤتمر بعد ثلاثة ايام من زيارة قام بها اوغلو الى العراق واجرى خلالها مباحثات في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ثم انتقل الى بغداد وبحث مع المالكي تطورات المباحثات الجارية بين الكتل العراقية لتشكيل الحكومة العراقية المنتظرة وسط تقارير عن ضغوط تمارسها تركيل لسحب ترئشيح الرئيس العراقي جلال طالباني لولاية ثانية لصالح زعيم الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات اياد علاوي. واوضح اوغلو أن زيارته إلى العراق "تأتي لمناقشة وتقديم استشارة لاربيل وبغداد في مسالة تشكيل الحكومة".
ويقوم الوزير التركي حاليا بزيارة الى السعودية يلتقي خلالها مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للبحث في أزمة تشكيل الحكومة العراقية. وكان الملك عبد الله دعا الساسة العراقيين مؤخرا الى الاجتماع في الرياض بعد عيد الأضحى المبارك الذي يصادف منتصف هذا الشهر لحل الخلافات بينهم لتشكيل الحكومة.
elaph