شكلت مؤخرا تظاهرة "السبوع" بمدينة تيميمون في أدرار، حدثا شعبيا هاما بالمنطقة، وهو ما تعكسه مختلف الفعاليات التي رافقت المناسبة، حيث أوصدت زاوية سيد الحاج بلقاسم أبوابها، وعاد الزوار القادمون من كل المناطق إلى ديارهم، بعدما استمتعوا بالأنشطة التي ميزت هذه التظاهرة‮ ‬الضاربة‮ ‬بجذورها‮ ‬في‮ ‬أعماق‮ ‬تاريخ‮ ‬المنطقة‮. ‬ ومن بين النشاطات التي نظمت على هامش التظاهرة وساهمت في إنعاش الحركة الاقتصادية إقامة معارض تجارية وأخرى للصناعات التقليدية، مما ساهم في تقوية التبادل الثقافي، حيث يجمع "السبوع" المواطنين من 48 ولاي،ة وحتى بعض السياح الفضوليين على هذه التظاهرة الدينية من دول عربية وغربية، فضلا عن التكافل الاجتماعي الذي ظهر بقوة خلال المناسبة السنوية حيث تفتح البيوت أبوابها على مصراعيها للزوار دون وسط أجواء متميزة تعكس روح المجتمع القوراري القائم على التضامن الاجتماعي والتكافل على غرار ما صدته "الشروق" حين أعان عدد من مواطني المنطقة حافلة التي كانت تقل مجموعة من الزوار من ولاية سعيدة التي تبعد بمئات الكيلومترات عن ولاية أدرار إذ تكفل عمال زاوية الشيخ خليل بإيوائهم وتوفير كل حاجياتهم، وغيرهم من عديد الزوار الذين آواهم بعض السكان في بيوتهم."سبوع" الواحة الحمراء لم يخل كذلك من بعض الظواهر السلبية المصاحبة لهكذا تظاهرات كبيرة، حيث سجلت مصالح الأمن العديد من السرقات وحوادث الاعتداء، غير أنها لم تفسد هذا العرس الصحراوي الذي بدأ بطابع ديني ليشمل مع مرور الزمن جميع مناحي الحياة من اقتصاد وثقافة وعادات‮ ‬اجتماعية‮.‬ومعلوم أن هذه التظاهرة العريقة التي تساهم في تعزيز قدرات المنطقة السياحية وترفع من وسائل التنمية بمختلف مدن الجنوب عموما، وتولي السلطات الولائية بتيميمون أهمية كبيرة لهذه المناسبة التي يتمنى المواطنين أن تحظى بمزيد من الدعم من أجل إقامة هذا الحدث السنوي، وإعطائه الأهمية البالغة للحفاظ على مقومات المجتمع الصحراوي ومراعاة ثقافتة وتقاليده المحلية المحافظة من خلال معالجة الظواهر السلبية والآثار الجانبية التي تترافق في كل مرة مع هذه التظاهرة المشهورة محليا ووطنيا.