لا أريد أن أكون رعداً أو برقاً خاطفاً
لا أريد أن أكون مطراً غزيراً أو كأسَ نبيذٍ
لا أريدُ أن أكون شمعةً
قطعة موسيقيةً لعازف حالمٍ
أو صورة من ذكرى بعيدة
أو أيّ شيء عابرٍ في لحظتكِ
أريد أن أكون داخل اللوحة
التي ترسمها عيناك وهما تنظران إليَّ
أن أنظر إليك وأنت تضعينني في إطار
أو تحطمينه
وأنت تعرّينني وتُلبسينني
أن أرى نظراتك تخترقني كأنها سهامٌ
لمساتكِ تُطفئني وتشعلني
معك أثملُ ، لا أميّز أي شيء
سوى أنني أحلّق بجناحين خفيفين من صنعكِ
سوى عينيك وهما تنظران إليّ ، تتغلغلان إلى أبعد
تُزيحان قشورَ المشاهد ، طبقات الصدأ عن الأشياء
وتستكشفان أنحائي كأنني قارةٌ بلا خرائط
أسامة إسبر