إياك والذنوب ..فإنها مصدر الهموم والأحزان ..وهي سبب النكبات وباب المصائب والأزمات.
اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته ..وحطّ من سيئاتك وجعلك مشهوراً ..وهذه نعمةلا تعش في المثاليات بل عش واقعك ..فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه ..فكن عادلاً .عش حياة البساطة !!
وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ ..فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح .
انظرإلى من هو دونك ..في الجسم والصورة والمال والبيت والوظيفة والذرية ..لتعلم أنك فوق ألوف الناس .
زر المستشفى لتعرف نعمة العافية ..والسجن لتعرف نعمة الحرية ..لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح ..فإياك والوقوع في أعراض الناس ..وذكرمثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب زلاَّتهم !إطلاق النظر إلى الحرام يورث هموماً وغموماً وجراحاً في القلب ..والسعيد من غض بصره وخاف ربه .ما أصابك لم يكن ليخطئك ..وما أخطأك لم يكن ليصيبك ..وجفَّ القلم بما أنت لاقٍ ولا حيلة لك في القضاء .إذا غضب أحد الزوجين فليصمت الآخر ..وليقبل كل منهما الآخر على ما فيه ..فإنه لن يخلو أحد من عيب .لاتظن أن الحياة كمُلت لأحد ..من عنده بيت ليس عنده سيارة ..ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة ..ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام ..إن وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر ..لأنه يخفف منها وينقص من عمرها ..لأن للشدة عمراً كعمر الإنسان لتتعداه .من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده ..عنده قوت يومه ..فكأنما حيزت له الدنيا .الطعام سعادة يوم ..والسفر سعادة أسبوع ..والزواج سعادة شهر ..والمال سعادة سنة ..والإيمان سعادة العمر كله !بينك وبين الأثرياء يوم واحد ..أما أمس فلا يجدون لذته ..وغد فليس لِي ولا لهم ..وإنما لهم يوم واحد فما أقله من زمن .إن سبّك بشر .. فتذكر أنهم قد سبَّوا ربهم تعالى ..أوجدهم من العدم فشكُّوا في وجوده ..وأطعمهم من جوع فشكروا غيره ..وآمنهم من خوف فحاربوه .رزقك أَعرَف بمكانك منك بمكانه ..وهو يطاردك مطاردة الظل..ولنتموت حتى تستوفي رزقك .!لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود ..وتنسي النعمة الحاضرة ..وتتحسر على النعمة الغائبة ..وتحسد الناس وتغفل عما لديك .!إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع ..ولا يخيفك رعدها ولا يرهبك برقها ..فربما كانت محملة بالغيث .الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم ..والأصم يتمنى سماع الأصوات ..والمُقعد يتمنى المشي خطوات ..والأبكم يتمنى أن يقول كلمات ..وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم .!!!ينبغي أن يكون لك حدّ من المطالب الدنيوية تنتهي إليه ..فمثلا تطلب بيتاً تسكنه وعملاً يناسبك وسيارة تحملكأما فتح الشهية على مصراعيها فهذا شقاء .!المصدر : شعاع الهداية