بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين و اله و صحبه الغر الميامين
ماذا لديك لتناول الإفطار صباح هذا اليوم؟
كيف وصل هذا الفطور إلى مطبخك؟ قد تكون الإجابة المختصرة على هذا السؤال هو ان يكون
" طعاماً اشتراه والداي "ومع ذلك جاء هذا الطعام من مكان ما.في بعض الأحيان جاء من أماكن متعددة.
الناس يذهبون في العادة إلى المتجر ليشتروا البقالة ، حركة هذا المنتج من من المتجر إلى منزلهم ليس سوى خطوة واحدة في رحلة أطول .
إذا كنت قد تناولت حبوب الإفطار ، فمن المحتمل أنك استخدمت علامة تجارية تسمى كيلوجز للأغذية ، تم إنشاؤه في ميشيغان و قد حققت 14.8 مليار دولار في الإيرادات عام 2014. يقع المقر الرئيسي للشركة في ميشغيان كما ان لديها افرع في جميع أنحاء العالم ، بالإضافة إلى مصانع آخرى للحبوب حول البلدان والعالم تنتج العديد من أنواع الحبوب التي ربما انت اكلت منها هذا الصباح.
قد يميل البعض إلى القول بأن رحلة المنتج من المتجر إلى المنزل يبدأ في المصنع ، لكن القضية ليست كذلك اذ ان أجزاء المنتج ، مثل مكونات صنع الحبوب ، تأتي من أماكن خارج المصنع. ممكن تأتي من مصادر محلية ، أو بعيدة جدًا - عبر الولاية ، البلد ، أو حتى العالم
هذا بالنسبة الى طول الرحلة البشرية لكن ماذا عن رحلة التخليق ؟؟
قال تعالى :
"فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ" (عبس 24 ـ 32)
فالنظر الى الطعام و التفكر فيه يأخذنا الى رحلة ثانية ابعد و أطول من تلك الرحلة البشرية و هي رحلة انتاج الخضار و الفاكهة بيد الخالق و كيف أَتم زراعتها و تصوير ثمرها و كيف جعل فيها كل تلك العناصر المغذية و الشافية للبشر و الحيوانات.
الاستهانة بالطعام او رميه هو استهانة بنعمة الخالق و جهود كل من الفلاح و المصنع و المسوق و شركات النقل و التاجر و اخيراً جهد والديك او جهد يديك لشراء ذلك الطعام !!