*"النفق السحري"*
فتاة سيطر البؤس عليها وبلغ الحزن منها مبلغه حينما توفى والدها منذ عدة أشهر بحادث سيري مُلتحقاً بوالدتها التي سبقتهُ إلى الحياة الأخرى منذ أعواماً طيلة،
ومنذ سماعها لهذا الخبر الصاعق الذي زلزلها وجعل منها شبح إنسان وهيَّ في كفالة ذاك الجار المُسن العاجز (لوكس) الذي لم يخرج من الدنياء إلا بإبنٍ عاقً له يُسمى (كايدن) فأنكوت (نجمة) بجحيم (كايدن) وذاقت بعضاً مما ذاقهُ (لوكس) من شتى أنواع العذاب بِفِعل (كايدن).
ذات يوم وبينما نجمة تتحدث مع (لوكس) والد (كايدن) في تلك الغرفة المُتهالكة إقتحم خلوتهم (كايدن) الثامل بالخمر وتوجه ناحيتهم دافعاً بوالدهُ المُسن القابع على كرسي العجزة نحو الحائط حتى سقط من على الكرسي، ومن ثم توجه نحو (نجمة) وشد شعرها قائلاً بزمجرة:-
-أنتِ أيتُها الحمقاء هل أعددتِ الطعام؟
((نجمة بخوف))
-نعم إنهُ على المائدة.
دفعها بقوة نحو والده وتوجه نحو غرفة الطعام ليبدأ رحلته في عالم الأكل.
أما (نجمة) فقد توجهت نحو (لوكس) وهيَّ تنتحب وقامت بجسدها الهزيل رفع ذاك الجسد من على الأرض حتى أوصلتهُ إلى سريره وبدأت تتلو عليه الأيات عّله ينسى حزنه بينما هوّ كان يُحدثها بحزن عن أهمية الصبر وأن سُبُل الراحة لابد من وصولها إليهم في يومٍ ما حتى غطّ بالنوم فوضعت على الشطر الأخر من سريره ذاك المُصحف وتسللت بهدوء إلى الخارج نحو الغابة كي تجمع التوت وتهرب من واقعها المُضني لبضع ساعات.
فـــــــي الغابــــــة
إستمرت نجمة في المشي بشرود دون أي واجهة تميل لها حتى وصلت إلى تلك الصخرة القابعة بجانب شجرة التوت العملاقة وجلست عليها، وبدون سابق إنذار شعرت بالدوار وهيَّ ترى تلك الصخرة التي جلست عليها تختفي تدريجياً تحت أنقاض الأرض حتى أختفت على التمام، وعلى الجانب الأخر نفق إفتتح تدريجياً وبداء بالظهور منذ ماإن إختفت الصخرة.
توجهت نحو النفق وهيَّ ترتجف حتى إقتحمت ذاك المكان الحالك بالسواد وواصلت دربها بالرغم من خوفها المستمر لوجود الأصوات الخافتة التي تصدر منه بين الفينة والأخرى فيبدو بأن النفق يسكنهُ نفرٌ بل عالمٌ من الجن حتى وصلت إلى الجانب الأخر منه إلى طريق مسدود،
تسولت بنظرها على أرجاء المكان بوجل ولم تجد طريق الخروج من هذا المأزق.
إجتثت على الأرض وهيَّ تنتحب بخوف وبدون سابق إنذار إرتفعت تلك الأصوات الغريبة رويداً رويداً بكلامٍ مُتهافت يُصعب فهمه وبداءت العديد من الأشكال الغريبة بالمثول أمامها فأصبحت (نجمة) ترتجف من شدة الهول حتى توجه أحدهم ناحيتها وهو ضخم الشكل ذو قرنين قائلاً بغضب:-
-من الذي يجرؤ على إقتحام العالم الخفي لعالم كهنة الجن أيتُها الحمقاء؟؟
(نجمة) بخوف:-
-أعتذر على إقتحامي هذا المكان ولكن فور ماوجدتُ باب هذا النفق حتى أنتابني الفضول عّما يحوي في جعبته وأود المغادرة الأن.
-لا مفر من هنا إلا في حالٍ واحد.
(نجمة) بوجل:-
-ما هوّ؟
(أردف كاهنٌ أخر قائلاً)
-نحنُ مُصابون بلعنة.
-وما تلك اللعنة؟
(أستأنف الحديث أكبر الكهنة سناً قائلاً)
-منذ خمسون عاماً قام كاهنٌ عربيٌ مسلم من بنو آدم بجمع أعتى كهنة الجن وقام بحبسنا داخل هذا النفق المخفي والحل بيدك فإن أخرجتنا من هذا النفق أخلينا سبيلك وحققنا أُمنيةً لك.
(نجمة) بإستغراب؟
-وما بوسعي فعله !
(الكاهن المُسن):-
-وضع الكاهن البشري (دانيل) جوهرة تحوي على لعنة خبيثة لا يمكن للجن مسها أو العبور من خلالها على مطلع باب هذا النفق فإن أزحتِها أستطعنا التحرر.
(نجمة) بقلق:-
-حسناً سأقم بإزاحتها.
(خاطبها أحد الكهنة قائلاً):-
-حينما تستلي تلك الجوهرة أرمي بها إلى مكان الصخرة التي أختفت فور دخولك هُنا.
-حسناً.
توجهت (نجمة) مع أحد كهنة الجن يُدعى (ياات) إلى بداية النفق وأزاحت تلك الجوهرة الملعونة وقامت برميها مكان الصخرة كما قيل لها فأختفى ذاك النفق فور خروج جميع كهنة الجن منه.
توجه أحد كهنة الجن نحوها قائلاً بإبتسامة:-
-وعدتِنا وأفيتي بذلك ووعدناكِ نحنُ وحان إيفاءنا بهذا الوعد، لكِ أمنية ستتحقق لذا ماهيّ أمنيتك؟
(نجمة):- تسخير كاهناً واحداً منكم لخدمتي طيلة الحياة.
(كاهنٌ أخر من الجن بإبتسامة)
-حسناً لكِ ذلك، سيكون (ياات) تحت إمرتك وهوّ من أعتى الجن.
توجه (ياات) ناحيتها قائلاً بخنوع:-
-أنا تحت خدمتك سيدتي.
(نجمة):-
-أريد التخلص من لعنة الفقر وجني العديد من الأموال كي أقم بعلاج جاري المُسن (لوكس)، وأمممم أريد أن يطري التغيير على (كايدن) للأحسن.
(ياات) بخنوع:-
-حسناً لكِ ذلك وأنا خادمك للأبد.
وهكذا تغيرت حياة (نجمة) إلى الأفضل وتزوجت (كايدن) وتعافى (لوكس) من مرضه بمعجزة إلهية وعاشوا جميعهم بسعادة وترف بعيداً عن ذكريات الماضي.
آلاء العامِــري