لم ْ نكنْ نعرف الملكَ الهاشمي
الأصيل ، ولمْ نره !!
كنّا في الصف الثاني ، وكان قريباً من الإدارة
وأذكرُ مديرها ، لا بدَّ لي أّنْ أذكرهُ
فقد كنّا نراه يهبط علينا ولا ندري من أي سماء يهبط ..
أنيقاً مبتسماً وبيده مفاتيحُ المستقبل
محسن ياسين أبو سعد
لقد كان يقف على رؤوسنا ونحنُ نكتب الواجب البيتي
داخل بيوتنا التي يتسللُ المطرُ زائراً من سقوفها ..
بعد عشرين عاماً ألتقيتُ به في كازينو النعمان في الأعظمية
فعرفني على الفور ..
سألتهُ منْ أي سماء كنت تهبطُ ..؟
قال لي : كنت آتيكم مشياً من البيت الى المدرسة … يا إلهي .
وقد وزعت علينا إدارة المدرسة بدلات أنيقة
لبسناها على الفور ، وطاردنا الباص الخشبيُّ
الى مستشفى مرجان التي سيأتي الملكُ الوسيمُ لأفتتاحها ،
هكذا قالوا لنا قبل أنْ نصل
يعني إحنه راح نشوف ملك
وكان يكبرنا بشمرة عصاً من السنين
لا أنسى يده التي كان يلوحُ بها للجماهير الغفيرة .
وكانت شفيفة يبتسمُ الخيرُ براحتيها
وابتسامته التي ما تزالُ ترفرفُ في سماء المستشفى
حمامة بيضاء يبكي هلال العيد في أجنحتها وتنعدم رؤيتهُ ،
فلقد قتلنا الحمامة والهلال بطلقةٍ
بعد أَنْ دكولنه فشك وجيشونا في رفعة العلم
عشْ هكذا في علوٍ
هكذا قشمرونا ، وهم يمسحون به مؤخراتهم
وقت الحاجة!
موفق محمد