أعطت الفترة الرومانسية الإذن للرسامين بالخروج ورسم المناظر الطبيعية التي تكملها مشاعرهم وخيالهم
لوحة منظر طبيعي مع 4 أشجار رسمها فان غوخ عام 1885 (مواقع التواصل)
تلهم الأجواء الخريفية اللطيفة الكثير من الفنانين بسبب التغيرات التي تحدث في شكل الطبيعة، السماء والزهور والأشجار، تكسوها غلالة لطيفة من الرقة والسكون. كما أن أجواء الخريف تشجع على الخروج والرسم في الأماكن المفتوحة. هنا بعض اللوحات التي عبّر من خلالها الفنانون عن الخريف بطرق فنية متباينة، وعبر عصور فنية مختلفة.
(في سانت أنيس) روبرت سكوت دنكانسون 1865
أعطت الفترة الرومانسية الإذن للرسامين بالخروج ورسم المناظر الطبيعية التي تكملها مشاعرهم وخيالهم. تظهر في لوحة سانت لسكوت الألوان النابضة بالحياة، ما يجعل الغابة تبدو مثل حلم، تغوص فيه الرجلان اللتين بالكاد يمكن رؤيتهما على ضفة النهر في وسط اللوحة. تقدم اللوحة رؤية ساحرة لمشاعر الفنان الخاصة ونظرته الحيوية إلى فصل الخريف.
في سانت أنيس لروبرت سكوت دنكانسون (مواقع التواصل)
(طريق الأشجار في الخريف) هانز أندرسن برينديكيلد 1902
في هذا الوقت كان التصوير الفوتوغرافي قد بدأ في الانتشار واكتساب شعبية بين الفنانين والجماهير، لذلك اختار الرسامون الرسم بشكل واقعي لمحاكاة الصور التي تلتقطها الكاميرا. تبدو لوحة برينديكيلد أكثر واقعية من لوحات أي فترة فنية مضت. النسب طبيعية وواقعية، والألوان لا يوجد بها أي تجديد أو رؤية ذاتية للفنان.
يمكن لأي شخص أن يتخيل نفسه بداخل هذه البقعة من العالم ينظر إلى المشهد في الحياة الواقعية، وذلك من شدة ما تشبه اللوحة أفكارنا الشخصية عن فصل الخريف، بأوراق الشجر المتساقطة والسماء الغائمة، والألوان التي تراوح بين درجات البرتقالي والأصفر.
ممر الأشجار في الخريف لهانز أندرسن برينديكيلد (مواقع التواصل)
(ليديا في الخريف) ماري كاسات 1880
من يشاهد اللوحة الانطباعية الخاصة بكاسات لامرأة تجلس في الحديقة يجد فرقا كبيرا بينها وبين لوحة برينديكيلد الواقعية لامرأة تجلس في الحديقة، حيث أضافت كاسات الكثير من رؤيتها الخاصة للوحة، وأضافت درجات حيوية من الأحمر والبرتقالي للموديل الموجودة في اللوحة وهي أختها ليديا كاسات، لتظهر أكثر وضوحا من الخلفية التي اختارت كاسات جعلها ضبابية بشكل ما.اختارت كاسات دائما أن تركز على رسم الإناث في أحوال مختلفة، لذلك نجد أن وجه الموديل أكثر وضوحا من جسدها، ما جعل هويتها كأنثى تتفوق على جسدها، كما أنها جعلت ضربات الفرشاة قصيرة وقوية ومرئية مما يعطي انطباعا بالديناميكية والحركة بالرغم من ثبات الموديل.
ليديا في الخريف لماري كاسات (مواقع التواصل)
(شجرة التوت في الخريف) فان غوخ 1889
رسم فان غوخ هذه اللوحة قبل أقل من عام من وفاته، عندما كان يقيم في المصحة النفسية. اختار فان غوخ رسم الشجرة الموجودة في حديقة المصحة. يمكن أن تعكس الألوان القوية، والحركة البرية داخل اللوحة عدم استقراره النفسي والعقلي في ذلك الوقت، وتوضح كيف أعاد تشكيل مهاراته كرسام.
شجرة توت في الخريف لفان غوخ (مواقع التواصل)
(الخريف في هونفليو كوت دي جريس) إميل أوثون فريسز 1906
مثل أغلب لوحات المدرسة الوحشية، اختار الفنان أن يرفض المعايير الفنية الواقعية، واستخدم منظورا مسطحا للغاية مع ألوان قوية مكثفة وخطوط سميكة. يبدو الخريف في لوحة فريسز خريفا فوضويا بالمقارن بينه وبين الخريف الهادئ الذي رسمه فنانو العصر الرومانسي.
الخريف في هونفليو كوت دي جريس لإميل فريسز (مواقع التواصل)
(أوراق الخريف) جورجيا أوكيف 1924
عرفت الفنانة جورجيا أوكيف باسم أم الحداثة الأميركية. صورت أوكيف أوراق الأشجار بمنظور مقرب للغاية، يقف في تناقض صارخ مع الفكرة المعروفة عن لوحات المناظر الطبيعية في الماضي والحاضر. يسمح هذا المنظور المقرب للمتفرج برؤية تفاصيل الأوراق، بالإضافة إلى إحساس قوي بالحركة ورؤية مختلفة لتصوير الخريف.
أوراق الخريف لجورجيا أوكيف (مواقع التواصل)
(حصاد الخريف) كريستي بلكورت 2015
بعكس العصور الفنية الكلاسيكية، يشمل العصر الحديث مجموعة كبيرة ومتباينة من الأساليب الفنية التي تختلف من فنان لآخر. في الوقت الذي ركزت فيه أغلب اللوحات السابقة على الأشجار والبشر، اختار بلكورت أن يركز على العلاقة بين الأشجار والطيور التي تسكن أغصانها وفروعها. يُظهر التضاد بين لون الأشجار ولون الخلفية، تفاصيل الأشجار والطيور كما صورها بلكورت. وتعطي اللوحة انطباعا أقرب لأشجار ونهر دون أن تظهرهما بشكل واقعي مثل اللوحات القديمة.
حصاد الخريف لكريستي بلكورت (مواقع التواصل)
(غابة البتولا) غوستاف كليمت 1903
استخدم الفنان النمساوي غوستاف كليمت الألوان والأحجام المتفاوتة لإعطاء التأثير الديناميكي الذي يعد من أهم السمات البصرية لفصل الخريف، مما خلق مظهرا ثلاثي الأبعاد للغابة التي صوّرها كليمت. بالرغم من أن الأشجار مقطوعة من أعلى، فإن التكوين ليس خانقا. اختار كليمت مشهدا خريفيا للغابة بعيدا عن الصور النمطية المظلمة للغابات، حيث تميل ألوان الأشجار بشكل طبيعي نحو درجات اللون الذهبي التي يفضلها كليمت، كما حققت اللمسات الصغيرة القوية من الألوان تأثيرا متلألئا للضوء داخل اللوحة.
لوحة غابة البتولا لغوستاف كليمت (مواقع التواصل