مخيمات الشمال السوري تستعد لحرب الشتاء
لا حديث هذه الأيام في مخيمات الشمال السوري سوى التحضيرات لفصل الشتاء، هذا الفصل الذي تتجدّد معه حكايات البرد والخوف والأمطار والتشتت من خيمة إلى أخرى ومن مخيم إلى آخر، حيث تعيش هذه المخيمات في الشمال أزمات متتالية بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم خدمة هذه المخيمات بطريقة تحميها من فصل الشتاء والأمطار وربما الثلوج في كثير من الأحيان.
ويأتي فصل الشتاء مع توقف المدارس وانتشار جائحة كورونا بشكل مرعب في الشمال السوري وقلة الخدمات الطبية، فيما يقطن في هذه المساحة في الشمال أكثر من مليوني نازح وسط مخاوف من كارثة إنسانية حقيقية هذا العام.
وتحاول منظمات إنسانية، امتصاص الأزمة من خلال مشاريع يصفها الأهالي بغير الكافية، لاسيّما أنها لا تغطي كل مناطق الشمال والاحتياجات الكبيرة لكل المخيمات، بينما يسعى البعض إلى مغادرة هذه المخيمات إلى منازلهم في مناطق سيطرة الحكومة السورية. بعض النسوة اتجهن إلى خياطة أقمشة وقطع بلاستيك من أجل أن تكون جدراناً إضافية للخيمة، علها تقي برد الشتاء وتحمي من الأمطار الغزيرة.
وقد اتجهت الكثير من النسوة في مخيمات إدلب على وجه التحديد إلى جمع الأقمشة المهترئة وما تبقى من الخيم البالية من أجل أن تكون أغطية أو تدعيم الخيمة من جديد.
تحسب أمطار
يقول عبد الغني البنشي، أحد النازحين من إدلب في مخيم السيالة، وهو أحد أسوأ المخيمات من حيث الخدمات: بدأنا بجمع «الشوادر»، وهي قطعة قماشية كبيرة تستخدم لتغطية السيارات وحماية الأحطاب من المطر، من أجل دمجها وتغطية الخيمة من الأعلى تحسباً للأمطار. ويضيف: «انتقلنا العام الماضي إلى ثلاثة مخيمات بسبب الأمطار.
وهذا أوصلنا إلى مخيم السيالة العشوائي الذي يتجمع فيه كل النازحين الهاربين من الشتاء، متمنياً هذا العام ألا تغرق المخيمات ويجدوا مخيماً يحميهم من الشتاء دون الاضطرار للتنقل بين المخيمات بحثاً عن الأمان من أمطار وعواصف الشتاء».
ولعل أكثر ما يواجه النازحين في الشتاء هو تأمين التدفئة باعتبارها معضلة كبيرة، لا سيما في ظل غياب عوامل الأمن والسلامة، حيث حصلت في الأعوام الماضية العديد من الحرائق في المخيمات، ما أدى إلى مقتل أطفال احتراقاً، بينما تفتقد مخيمات أخرى الأحطاب التي كانت على مدار السنوات الماضية المنقذ الأول من البرد. وتقول أم واصف من ريف حلب الجنوبي إنها تبحث الآن عن الحطب في الشمال السوري، حيث حصلت على مبلغ من إحدى المنظمات الإنسانية.
أم واصف امرأة لثلاثة أطفال توفي زوجها في الحرب وتوجهت إلى مخيمات الشمال في ريف إدلب، تقول إنها تخشى على أطفالها من البرد والأمراض في ظل انتشار «كورونا».