هو لا يستمع إلى ما تقولينه له دوماً، ويخضعك لمزاجيته، وأنت بعد نهار طويل من التعب، أو في ساعات الصباح الأولى لا تملكين قدرة كبيرة على الصبر، فيعلو صراخك لأمور بسيطة... يستجيب لك في المرات الأولى لكن أسلوبك هذا سيصبح عقيماً مع الوقت.ما إن يدخل طفلك إلى المنزل، حتى يرمي محفظته جانباً، يخلع حذاءه ويتركه أمام الباب، ويتجه نحو المطبخ بحثاً عن شيء يأكله. حيال كل ذلك تجدين نفسك وقد مللت من تكرار الكلمات نفسها كل يوم وصولاً إلى مرحلة الصراخ. في الحقيقة فإن ترداد المطلب نفسه لن ينفع، فطفلك سيتّكل على كونه عندما سيزيل حقيبته سينتهي صراخك من دون أن يصيبه أي مكروه. ما تحتاجين إليه هو العمل على إكسابه عادات جديدة... سيدخل من الباب ستقفين له بالمرصاد ولن تسمحي له بتناول الطعام قبل أن يكون قد وضع كل شيء مكانه وذلك لبضعة أيام متتالية، بعدها سيصبح الأمر عادة ولن تضطري لتذكيره بالأمر مرة أخرى.
دعيه دائماً يتحمّل مسؤولية أفعاله، أي اجعليه يشعر بخطورة الأمور التي يقوم بها. يرفض إعداد طاولة الطعام معك حسناً، إذاً لا داعي للصراخ وإرغامه على القيام بالأمر، قولي له ببساطة "اذهب إلى غرفتك. عندما تهتم لكونك جزءاً من العائلة وتشعر بأهمية أن تشاركها مسؤولياتها ستأتي من تلقاء نفسك لتحضير المائدة معي". بهذه الطريقة سيشعر بالذنب، وسيشعر بقيمته أيضاً كجزء من العائلة.
كوني صارمة، فإذا قلت له "لا" على أمر ما فلا مجال لأن يتحول إلى نعم إلا لسبب وجيه جداً واحرصي على أن تشرحي له الأسباب حتى لا يشعر بأنه مظلوم.
انا انت