TODAY - November 09, 2010
طائرة فرنسية تنقل الى باريس 36 من جرحى الاعتداء على كنيسة الكرادة لتلقي العلاج
بغداد - جاك كليمان
حطت طائرة الشركة الفرنسية "ايغل ازور" بعد ظهر أمس الاثنين في مطار بغداد لنقل 36 جريحا اصيبوا في هجوم دام استهدف كنيسة للسريان الكاثوليك في بغداد العاصمة العراقية قبل تسعة ايام.
وقال مصدر ملاحي ان الطائرة هبطت قبيل الثانية بعد الظهر، وكان من المفترض ان تعود الى فرنسا بعد ساعات، لكن تاخيرا طرا على موعدها بسبب عدم وصول 12 جريحا تقلهم سيارات اسعاف الى المطار نظرا لازدحام حركة السير وسط بغداد.
وجلس حوالى عشرين جريحا بامكانهم التحرك في قاعة الانتظار بينما كان دبلوماسيون من السفارة الفرنسية يقومون بمساعدة الاب الدومينيكاني امير جاجة باحصاء الذين سيرافقون الجرحى وعددهم 21 شخصا.
اما الجرحى الذين لا يمكنهم التحرك فنقلوا الى الطائرة بواسطة سيارات اسعاف.
وقال دبلوماسي فرنسي في المطار تم "اختيار الجرحى تبعا لخطورة اصابتهم بالتنسيق بين السفارة الفرنسية ومطرانية السريان
الكاثوليك" في بغداد.
من جهته، قال جاجة "انها عملية انسانية طارئة تندرج ضمن اطار التقاليد الفرنسية".
وقتل 44 مصليا وكاهنان في 31 تشرين الاول (اكتوبر) عندما هاجم عدد غير معروف من المسلحين كنيسة السريان الكاثوليك في حي الكرادة وفجروا سيارة قرب سوق الاوراق المالية المجاور قبل ان يقتحموا المكان من عدة محاور، كما ان بعضهم كان متمركزا على السطح.
ولقي سبعة من عناصر الامن مصرعهم في الاعتداء الذي تبنته "دولة العراق الاسلامية"، وهي تحالف يضم ستة تنظيمات بزعامة القاعدة.
وبدت تبعات الكارثة واضحة على وجوه الجالسين في قاعة الانتظار.
وقالت ياسمين الدير (51 عاما) المصابة بشطايا قنبلة في ظهرها وساقيها بينما كانت ممددة على احدى مقاعد صالة الانتظار انها تحمد الله على نجاتها وتشكر فرنسا على الاعتناء بها قبل ان تنفجر باكية.
واضافت ودموعها تنهمر "اتمنى ان اعود بعد انتهاء العلاج كما اتمنى السلام وليحمي الله الجميع في العراق".
اما دريد جورج الجالس في مكان غير بعيد ويعمل موظفا في شركة للنقل فلا اوهام لديه حيال مستقبل بلده بحيث انه يفضل عدم العودة اليه.
ويدين الرجل ببقائه حيا الى زوجين ارتميا عليه وسط الهلع ما شكل درعا حماه. وقتل الزوجان واصيب هو برصاصتين واحدة في الكاحل الايسر والاخرى فوق الركبة فاعتبر الاطباء ان من الافضل له ان يعالج في فرنسا.
واقترحت فرنسا استقبال 150 مسيحيا عراقيا بعد الاعتداء.
وسينقل الجرحى بعد ذلك الى مستشفيات بيرسي وكلامار وبيستر في باريس وضواحيها. وقد اصيبوا خصوصا بالرصاص وشظايا قنابل يدوية.
وقال الدبلوماسي ان "استعدادات كبيرة" في اورلي تنتظر الطائرة لنقل المصابين.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان وضع المسيحيين في العراق، المهددين والذين يغادرون بكثافة منطقة تعتبر موئلهم التاريخي، يطرح "مشكلة خطيرة جدا".
وقال لاذاعة ار تي ال "نقدم مساعدتنا لكن ذلك لن يغير المشكلة، الحل يكمن في عدم دفع كل المسيحيين الى مغادرة الشرق الاوسط".
واضاف "هناك اضطهاد وصعوبات يواجهها كل المسيحيين في الشرق. انهم مكون اساسي لهذا الشرق الاوسط الذي يشهد مشاكل جمة".
كذلك اعلن وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون استقبال مجموعة ثانية من 93 شخصا يجري حاليا اعداد لائحتهم، "خلال الاسابيع القادمة".
وتندرج عملية الاخلاء هذه ضمن اطار مبادرة اتخذتها الرئاسة الفرنسية في خريف العام 2007 لاستقبال عراقيين "ينتمون الى اقليات دينية ذات وضع حساس".
واستقبلت فرنسا حوالى 1300 مسيحي منذ ذلك الحين.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بما بين 450 الفا و 500 الف نسمة، بينهم 300 الف يتبعون كنائس كاثوليكية متحدة مع الفاتيكان (مقابل 378 الفا العام 1980). ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم.
اما غير الكاثوليك، فان 80% منهم اشوريون والباقي سريان ارثوذكس او ارمن ارثوذكس.
وقد تدفع هذه المجزرة بمزيد من المسيحيين، وهم ضحايا اعتداءات متكررة، الى المنفى لا سيما في ظل عدم الاستقرار السياسي وخصوصا منذ الاجتياح الاميركي ربيع العام 2003.
alalem