تبلغ قيمة سوق السلع الفاخرة المستعملة -خاصة الساعات والمجوهرات- نحو 24 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
حقيبتان من طراز بيركن وكيلي من هيرمس (مواقع التواصل)
تسببت حالة عدم اليقين المالي التي خلفتها جائحة كورونا في توجه مزيد من المستثمرين إلى شراء سلع فاخرة مستعملة وباهظة الثمن، أظهرت قيمتها صلابة أمام الأزمات، وأصبح الاستثمار فيها آمنا مثل السندات الحكومية والودائع، وأكثر ربحا من الذهب والعقارات.
وتبلغ قيمة سوق السلع الفاخرة المستعملة -خاصة الساعات والمجوهرات- نحو 24 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، وتنمو بنسبة 8% سنويا، أي أسرع من صناعة الرفاهية بشكل عام، بخلاف سهولة التسويق لها على وسائل التواصل الاجتماعي بسرد قصة تراثية تبرز قيمة "القطعة المستخدمة" من ساعات قديمة وسيارات كلاسيكية وأعمال فنية وحتى حقائب اليد؛ ولهذا، إليك أفضل قطع تضيف لك أناقة وثراء في الوقت ذاته.
عاشقات الحقائب
لا تشتري النساء الحقائب الجلدية الفاخرة حبا فحسب؛ بل يضمن شراء حقيبة فاخرة هامش ربح لها أيضا، عند إعادة بيعها بعد سنوات. وصار الاستثمار في الحقائب الفاخرة في السنوات الأخيرة أكثر ربحا من شراء العقارات، وفقا لدراسة أجراها عام 2016 موقع "صائد الحقائب" (Bag hunter) المتخصص في بيع الحقائب الفاخرة المستعملة. لقد ارتفعت أسعار حقائب "هيرمس بيركن" و"شانيل" بنسبة 70% خلال 35 عاما، وبزيادة سنوية 14%.
وقارن الإحصاء بين الاستثمار في الذهب والحقائب الفاخرة خلال المدة نفسها، ففضلا عن ارتفاع عوائد الاستثمار في الحقائب كانت هناك إيجابيات أخرى، مثل قدرة مالكها على كسب عائد مربح بغض النظر عن الوقت الذي قرر فيه الكسب، وذلك يجعلها من الاستثمارات الأقل خطورة.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد أثبتت حقائب "هيرمس بيركن" أنها أكثر الاستثمارات صمودا أمام جائحة فيروس كورونا، عندما قفزت الإيرادات إلى مستوى قياسي بنسبة 44%، وضربت حقيبة مستعملة رقما قياسيا آخر بسعر 626 ألف دولار.
وإذا أردت التثبت من مدى جدية تلك السوق، فليس هناك ما هو أكثر دهشة من مقاضاة "شانيل" لموقع "ريل ريل" (RealReal) لوقف إعادة بيع حقائبها، كما أعلنت "بيربري" و"غوتشي" و"ستيلا ماكارتنري" مع الموقع نفسه لجني مزيد من الأرباح من عملية إعادة البيع، في حين تعرض "كارتييه" منتجات أيقونية وتراثية مستعملة جنبا إلى جنب قطع جديدة راقية.
حقيبة بيركن ذات التصميم التقليدي تنقلك إلى عالم الأثرياء في سنوات قليلة (مواقع التواصل)
ساعات اليد
يرتدي معظمنا ساعات اليد فقط كونها أداة مساعدة لمعرفة الوقت، لكن بعض الناس يقتنون ساعات عدة لجني مكاسب هائلة منها. والأهم من ذلك أن الساعات القديمة هي التي تهيمن تقريبا على مبيعات الساعات مقابل الساعات الجديدة، وهو أمر حصري لتلك السوق؛ ففي حين تجاوز متوسط المبيعات السنوية لأكبر 32 شركة ساعات ملياري دولار عام 2018، حققت سوق الساعات المستعملة مكاسب بقيمة 25 مليار دولار.
وفي تقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر" (Businessinsider)، حققت الساعات الراقية القديمة ارتفاعا في نسبة الأرباح يصل إلى 27% خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق، بسبب انتشار الوباء.
وأوصى خبراء في مجال الساعات بأفضل عروض لمحبي الاستثمار، وفازت في تلك المزادات ساعات "رولكس"، و"باتك فيليب"، و"أوديمارس بيغيه"، و"ريتشارد ميلر"، وهي ساعات لا تنتج منها الشركات مجموعات متماثلة، ومتوفرة بأعداد محدودة؛ ولهذا السبب يرتفع الطلب عليها وتزداد أسعارها بمرور الوقت.
حقائب "هيرمس بيركن" أثبتت أنها أكثر الاستثمارات صمودا أمام جائحة فيروس كورونا (بيكسابي)
لا ننسى المجوهرات
لا يعني ارتفاع سعر قطعة مجوهرات عند شرائها ضمان مكسب مستقبلي؛ للاستثمار بأمان في المجوهرات يجب البحث عن القطع غير التقليدية التي يعود إصدارها إلى قرن مضى، ويفضل أن تكون مرصعة بالألماس أو الأحجار الكريمة النفيسة.
وقدمت مجلة "إل" (ELLE) أهم القطع الاستثنائية للاستثمار، وفاز بالمركز الأول خاتم السوليتير الكلاسيكي الذي قدمته شركة "تيفاني آند كومباني" عام 1886، ثم "سوار الحب" من شركة كارتييه الذي أنتجته عام 1969، وتباهت كايلي جينر بارتدائه أخيرا.
اقتناء قرط أو سوار عتيق من لؤلؤ المياه المالحة الطبيعي يضمن لك أناقة مذهلة وثراء هائلا (بيكسابي)
تعتقد بعض النساء أن صيحة التزين باللؤلؤ عفا عليها الزمن، لكن إذا كانت القطعة من إنتاج "ميكيمو" فهي قطعة لا تتكرر؛ وينسب الفضل إلى ميكيمو كوكيتشي في دمج اللؤلؤ بالمعادن النفيسة لأول مرة في تسعينيات القرن الـ19.
وبالحديث عن اللؤلؤ، فقد تجدين ما تبحثين عنه في مجوهرات لؤلؤ المياه المالحة الطبيعية؛ لأن من كل 10 آلاف محارة تخرج لؤلؤة واحدة صالحة لصناعة المجوهرات، وهي مهمة لم تعد تقدم عليها الشركات منذ 100 عام، لانقراض مهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ بسبب خطورتها، لذا يعد اقتناء قرط أو سوار عتيق من لؤلؤ المياه المالحة الطبيعي من شركات مثل كارتييه أو "فان كليف" أناقة مذهلة وثراء هائلا.