مصيدة التملق
كثيرا منا يسمع عن مصيدة التسلل بحيث تصل الكرة الى الخصم ولكن لا يستفيد منها بل تصبح عبأً عليه , وإذا لعبها تصبح خطأ يحتسب عليه , ,,, ولكن هل سمع أحدكم بمصيدة تسمى ( مصيدة التملَق ) ؟!!
فما هي مصيدة التملق ؟ وكيف يتم نصبها ؟ وهل يجب عليك تفاديها أم الوقوع فيها ؟ كل ذلك وغيره في هذه التدوينة .
هناك طبيعة بشرية وهي أنه كلما زادت شعبية الشخص كلما زادت ثقة الناس به , وهذه الطبيعة يدركها الناس بصورة أو بأخرى , وخاصة أصحاب النفوذ أو الباحثين عن الأضواء !!
فمثلاً عندما تكون حاضراً لحفل ما ويكون هناك كلمة لأحد المشاركين أو قصيدة لأحد الشعراء , فإن المتحدث يغير من نبرات صوته أو وقفاته مما يستثير الجمهور للتصفيق بحرارة , وبذلك يكون الجمهور وقع في ( مصيدة التملق ) حيث إنه يريد من الناس أن يتصنعوا ويتملقوا له لكي تزيد شعبيته وتزداد ثقة الناس فيه . وهناك مصيدة أخرى وهي أنه إذا بدأ الجمهور بالتصفيق فإنه ينتظر حتى يحس بنهاية التصفيق فيرفع يده بحركة معناها تهدئة الجمهور , مما يدل على أنه شخص متواضع أو مسيطر على الوضع وهذا يزيد من شعبيته أيضاً .
والنوع الآخر من هذه المصائد هي تلك التي ينصبها لشخص لآخر لكي ينال المدح والرضا الداخلي , فمثلاً : عندما تقول الزوجة لزوجها ( اليوم كنا في الحفل , وكان معظم الحاضرات يلبسن اللون الأخضر , وهي تكون لابسة نفس اللون , فهي في الحقيقة لا تريد أن تعطيه معلومة ! بل تريد أن تنال المدح والثناء والإعجاب منه)
, فالزوج الذكي يرمي نفسه في هذه المصيدة ويقول ( أكيد كنتي الأجمل والأحلى , ولو كانوا يعرفون ما لبسوا نفس اللون لأنك حطمتيهم !!!! ) ,
وأما الزوج الآخر فيقول ( الظاهر إن اللون الأخضر صار موضة هذه الأيام , ثم يتكلم في موضوع آخر ) !!! .
وعلى صعيد العمل عندما يقول لك رئيسك إنه حضر اجتماع مع القيادات العليا بالمنظمة , وتم مناقشة بعض الأمور التي عرضها عليهم كاقتراحات , فيكون قد نصب لك فخاً , ويكون الخيار بيدك أنت , فإما أن تقع في مصيدة التملق وتقول ( أكيد أفكارك دائما رائعة , لأنك إنسان ذو خبرة وعلم وسرعة بديهه ) , وإما أن تتجنب الوقوع في المصيدة وتسأله ( ماذا قدم الآخرون …. !! ) وتبدأ الحديث في مواضيع أخرى .
وقس على ذلك كثير من الأمثلة , لذلك يجب عليك أن تنتبه لمثل هذه المصائد , وأن تجعل الخيار بيدك , فترمي بنفسك فيها عندما ترى فيها منفعة , أو تتجنبها وتدع غيرك يقوم بالمهمة عنك .
عن / مدونة الكاشف