تراثنا العربي الأدبي والفني مليء بقصص ساخرة عن الحماة تصورها في صورة العدو اللدود لزوجة ابنها، التي تشتعل غيرتها لترك ابنها لها وذهابه للاقتران بأخرى، وهذا اعتقاد خاطئ شائع عند الكثير من أسرنا العربية، خاصة في أذهان الفتيات المقبلات على الزواج، لدرجة تنسى فيها زوجة الابن أن حماتها هي أم أولًا وأخيرًا، وأنه أقصى أمانيها أن ترى ابنها سعيدًا مع زوجته في أسرة هادئة مستقرة، فلا تحسن التعامل معها بالشكل الذي يساعد على استقرار الأسرة وسعادة جميع الأطراف.
هذا حوار مع الاختصاصية التربوية فتحية اللولو التي قدمت لكِ _عزيزتي الزوجة_ مجموعة من النصائح التي تساعدك على إحسان معاملة حماتك خلال التقرير التالي:
أشعريها بالاحترام
اللولو نصحت الزوجة بألا تنسى أن حماتها هي من ربت الزوج، فلا يجب أن تشعرها بأنها قد ملكته؛ فتشعر الأم بأنها فقدت ابنها وأن زوجته تملكته في الجوانب كافة، ما يجعلها تنظر إلى زوجة ابنها بأنها قد أخذت منها ابنها، قائلة: "بل يجب على الزوجة أن تقدر لأم زوجها تربيتها له، وتشعرها بالاحترام والتقدير والود، وألا تقلل من قيمتها، الأمر الذي قد يخلق بينهما عداءات بصورة واضحة".
وأشارت إلى أن الزوجة يمكنها أن تتملك حماتها ببعض المظاهر البسيطة التي لن تكلفها مجهودًا، تشعر بعدها الحماة بأن هذه الزوجة قريبة منها مثل ابنتها، ما يجعلها تنعم بحياة هادئة مع زوجها؛ فتقديرها لأمه واحترامها سينجم عنهما استدامة للسعادة الزوجية، مضيفةً: "وهي بذلك ستكسب الود والتعاطف داخل البيئة التي تعيش فيها، حتى إن حماتها يمكن أن تقف معها ضد ابنها لو أساء معاملتها في أي موقف، وستعاملها كابنتها، وأيضًا تحتاج إلى سعة صدر ورحابة في التعامل ومصارحة مع هذه الحماة، إذا كانت من النوع العصبي أو اعتادت التلفظ بألفاظ سيئة؛ فلتلتمس لها العذر، وتتعامل معها بشكلٍ حسن، ثم يمكنها مصارحتها بما يزعجها منها في لحظة صفاء".
وأردفت قائلة: "قربكِ من حماتك واهتمامك بها وحرصكِ على مشاعرها ستقرب المسافات كثيرًا بينكما، فاحرصي على هذا، وهي ستبادلك الشعور نفسه، بل ستحرص على أن تكوني سعيدة مع زوجك"، ناصحةً الزوجة بأن تكون خير مساعدة ومعاونة لحماتها دون أن تطلب منها؛ لأن ذلك يشعرها بمساندتها لها، وهو ما سيجعلها تتعاون معها، خاصة في حل أي مشكلة تكون طرفًا فيها.
امدحيها
ولتمدحي (والكلام للولو) أي عمل تقوم به؛ فهذا جزء كبير من أسلوب التقرب إليها وكسب حبها، وأشعريها بأهمية وجودها في الجلسات العائلية، وذلك بتأييد آرائها، ومحاولة استشارتها، خاصةً أمام الناس؛ فإن ذلك يجعلها تهتم بك أكثر مما تتصورين، ويجعلها تستشعر درجة اعتزازك بها وتقديرك لرأيها وحكمتها.
ولتتجنبي الاصطدام بحماتك في أي موقف حتى لو كان لا يعجبك؛ لأن ذلك سيجعلك تخسرين خطة التقرب منها، ما سيكون له الأثر السلبي على حياتك مع زوجك؛ لأن الطبيعي أن ينحاز الزوج إلى جانب أمه حتى لو لم تكن محقة، هذا بعض ما نصحت به لولو.
وقالت: "احرصي على أن تكوني خير مستمعة لحماتك، ما سيترتب عليه شعورها باحترامكِ لها؛ فتبادر باحترامك وتلبية رغباتك، وحاولي أن تمدحي صفات زوجك وطباعه الجميلة، خاصة التربوية منها، ودائمًا أرجعي الفضل في تحلي زوجك بهذه الصفات إليها وإلى طريقة تربيتها له، ونجاحها في ذلك، وأكدي دائمًا أنها سبب سعادتك؛ فقد أهدتك لك زوجًا صالحًا يحسن معاملاتك ويهتم بشئونك".
وأضافت: "تذكري حماتك في المناسبات الخاصة، واجلبي الهدايا لها؛ حتى تنعكس الصورة تمامًا، ويحل على بيتكِ الهدوء والسكينة، فحماتك أم، وإنسان يغضب ويرضى، ويفرح ويحزن، وليست بالضرورة مصدر إزعاج"، داعيةً الزوجة إلى أن تحب حماتها فعلًا من قلبها، وتتخذ الموضوع بمنتهى البساطة، وتعاملها كما تعامل أمها، هذا إضافة إلى اتباع سلوكيات الذوق واللباقة معها.
بادري بمساعدتها
وتابعت: "لا تبخلي بالمساعدة إذا كانت بإمكانك، خاصة في أعمال المنزل، وحاولي أن تشعري حماتك وابنتها أنك بالفعل فرد من العائلة تستطيع الاعتماد عليه، ولا تنسي أن تعرضي خدماتك من حين لآخر، واعلمي أن كل الحماوات تقدر هذه التصرفات، وتمدحها أمام قريباتها وأسرتها أيضًا".
ولتحرصي _وفقًا لنصائح لولو_ أن تكوني لبقة وتتبعي آداب الحديث في حديثك معها؛ فإياكِ أن تقاطعيها في حديث لها، أيًّا كان الأمر، ولو احتدت عليكِ بعض الشيء، بل دعيها تكمل للنهاية، وأقنعيها بعد ذلك بوجهة نظرك التي تعتقدين أنها سليمة، قائلة: "في النهاية ضعي في اعتبارك أن برك لحماتك من طاعتك لزوجك وحبك له، وأنتِ مأجورة (بإذن الله) على حسن معاملة أهل زوجك بشكل عام؛ لأن هذا يسعد زوجك ويرضيه عنك، ويجعل حياتك أكثر سعادة بالتالي، ويرضي الله عنكِ".