جانب من احتفالات العراقيين بنتائج الانتخابات التشريعية- رويترز
شهدت العاصمة العراقية احتفالات وإطلاق ألعاب نارية في سماء بغداد، ابتهاجا بانتهاء الانتخابات التشريعية وبالنتائج الأولية التي
وتسابقت وكالات الأنباء في التقاط الصور التي تظهر الفرحة على وجوه العراقيين الذين يأملون في مستقبل أفضل ينسيهم آلام الماضين، ويفتح لهم أبواب الغد المشرق.
وشهدت ساحة التحرير على وجه الخصوص احتفالات واسعة بحضور جماهيري واسع بعد إغلاق مراكز الانتخابات وانتهاء مدة الاقتراع بنجاح، وظهور النتائج الأولية، فقد جرت احتفالات عبر تجمعات وأرتال سيارات تجوب الشوارع احتفاء بفوز مرشحين.
وأكد الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على "تويتر" أن إتمام الانتخابات نقطة باتجاه الإصلاح وتنتظرنا مهمة جسيمة لتشكيل سلطات معبرة عن إرادة الشعب.
وجاءت نتائج الانتخابات بأحجام وأثقال انتخابية مختلفة، عضدت من حظوظ قوى تقليدية ونزعت عن أخرى الدعم والامتداد الجماهيري التي طالما تمترست في حصونه.
وأفرزت الانتخابات المبكرة والخامسة في العراق، والتي جاءت على حساب 600 قتيل وآلاف الجرحى العراقيين، كيانات وتحالفات وقوائم مفردة لم تكن حاضرة في الانتخابات التشريعية الأربعة الماضية التي خاضها العراق.
وبحسب النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، فقد حقق التيار الصدري الذي يترأسه مقتدى الصدر فوزاً كاسحاً بإحرازه 73 مقعداً مبتعدا عن أقرب منافسية من القوى الشيعية والسنية وحتى الكردية بفارق كبير.
فيما غابت قوى كلاسيكية ظلت حتى الأمس القريب تشكل الحجر الاساس في تشكيل الحكومات بينها تحالف الفتح بقيادة هادي العامري والنصر برئاسة حيدر العبادي والحكمة التي يترأسها عمار الحكيم.
ومع أن الانتخابات أفرزت فوز ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بـ37 مقعداً، إلا أن تصاعد حظوظ "التيار الصدري"، رافقه وصول قوى تمثل الشارع الاحتجاجي، يقطع الطريق على شهية الأحزاب والقوى بالتحالف مع المالكي مستقبلاً.
وفي المشهد ذاته، يشكل تراجع "تحالف الفتح" بقيادة هادي العامري، الذي يضم أحزاب ومليشيات مسلحة موالية لإيران وما يقابله من صعود حركة "امتداد"، القريبة من الشارع الاحتجاجي، فرصة لتصحيح المسار وإبعاد البنادق غير الشرعية عن مؤسسات الدولة العراقية.
وفي المشهد السياسي بالعراق في الانتخابات، جاءت حركة "تقدم"، التي يرأسها القيادي الشاب ورئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي، في المقدمة بعد أن حصدت بحسب معطيات أولية نحو 43 مقعداً.
ومثّل الحلبوسي لأهالي المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش بمثابة "الفتى المنقذ"، لديارهم من الخراب بعد أن حقق حملة عمرانية كبيرة في محافظة الأنبار وخلال وقت قياسي.
أما عند جبال كردستان، كان المشهد متشابها مع انتخابات الماضي في بعض المشاهد ومختلفاً في جوانب آخر، حيث حصد الحزب الديمقراطي الكردستاني بإحرازه 32 مقعداً ليتقدم على غريمه التقليدي – الاتحاد الوطني الكردستاني والذي حصل على 15 مقعداً.
فيما شكل حرك "الجيل الجديد"، الذي يمثل تطلعات الشباب، النقطة الفارقة في المشهد الكردستاني بعد حصوله على 9 مقاعد نيابية.
ومثلت الانتخابات التشريعية المبكرة انعطافة في تاريخ الحاضر السياسي العراقي بعد أن أرغمت الانتفاضة الشعبية العارمة التي انطلقت في خريف 2019، رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي إلى تقديم استقالته بعد نحو عام من تسلمه المنصب.