مُجرد حياة ولن تدوم !!
ومـا أسفي إلا على القـربُ منـكم
ولـست على شيء سواه بأسفِ..
تودّ لو تهرب ، لو ترفض مثلما يرفض الأطفال ، لو تجلس على الأرض مُعترضاً ، لكن كُلّ الأشياء حولك تؤكد " لقد كبُرت ".
ألتزم الصَّمت كلما تزاحم الكلامُ في صدريٍّ ولم يحدُث كلامي أيَّ جدوى
عسى ان تتمدد المسـرة على ميادين اعمارنا
وتحاوطنا البهجة من كُل حدبٍ وصوب.
يُحكى أن رجلاً كان كثير البُكاءِ على الحسين بن علي وكان لا يفتأ حين يذكر الحسين أن يقول: ليتني كنت معه فأفوز فوزاً عظيماً. وشاء القدر أن يرى هذا الرّجل الحسين في منامه وهو مُحاطٌ بالأعداءِ مِن كلِّ جانبٍ، وحيداً يستغيث فلا يُغيثه أحد. ونظر الرّجلُ إلى الجيشِ العرمرم الّذي كان يُحاصرُ الحسين في كربلاء وسيوفه تلمعُ في الفّضاء وقد امتلأتْ ساحة المعركة بِجُثثِ القتلى تسيل منها الدِّماء. عند ذاك أدرك الرّجل شدّة الخطر المحيط بالحسينِ وبِمَن يُريد أن ينصره. فخفض الرّجلً رأسه وأخذ يُهرولُ بين التِّلال مخافة أن يراه الحسين فيستدعيه لنصرته. ولكن الحسين رآه على أي حال فاستدعاه وأعطاه دِرعاً وسيفاً وطلب منه أن يُناضل دونه. ولم يكد صاحبنا يستلم الدِّرع والسّيف، حتى أطلق ساقيه للرِّيح لا يلوي على شيءٍ. إنّه لم يكتف بِخذلان الحسين، بل سرق سيفه ودرعه أيضاً مع الأسف الشّديد.
ونحن لا يجوز أن نضحك على هذا المسكين، أو نعجب من عمله. فنحن كلنا مثله. والنادر من بيننا من يستطيع أن يتبع المبدأ الذي ينادي به عندما يتأزم الموقف...
د علي الوردي
مهزلة العقل البشري
"لكنك لن تعرف أبدًا معنى أن يقاوم المرء رغبته حين تشدّه إلى مكان لم يعد مكانه"
اخشى أن ينتصر قلبي عليّ هذه المرة !