يبتعد سكان بلدة "العكيكة" هذه الأيام كثيرا عن الأنهر خشية أن يلقوا نفس مصير حيواناتهم التي "اختفت" ولم تعد، بعدما تعرفوا على حقيقة "الوحش" الذي يقولون إنه استقدم من أمريكا من قبل القوات العسكرية التي جاءت الى العراق.
والعكيكة هي بلدة صغيرة تقع على بعد 50 كبم إلى الشمال الشرقي من الناصرية ويعتقد أنها كانت مركزا لذي قار بديلا عن الحالي في زمن الباشا ناصر الأشقر السعدون.
يقول السكان إن بلدتهم شهدت عمليات اختفاء غريبة لحيواناتهم وكذلك لبعض الناس إلا أنهم تعرفوا مؤخرا على "الوحش". ويضيف محمود عبد الحسين احد سكان ناحية العكيكة لـ"شفق نيوز" أن "الحكاية بدأت منذ عدة شهور عندما اختفت الخراف من بعض المنازل المطلة على النهر الذي يمر بالناحية، حتى وصل عدد الخراف المفقودة الى نحو 15 منها". "هذا الأمر ولد الخوف لدينا وقررنا الكشف عن الجاني" كما يشير عبد الحسين. ويقول إنه بعد البحث بدأت "ملامح الجاني بدأت تتكشف بشأن الجريمة بعد متابعة اقدام ودماء الضحايا التي كانت تنتهي في النهر وبالتدريج وصلنا إلى أن المجرم والجاني هو حيوان كبير يوقع بفريسته ومن ثم يقوم بجرها بعيدا عن أعين الناس". ويتابع "بعد مراقبة النهر خرج تمساح كبير يصل طوله إلى أربعة أمتار ونصف المتر يقوم بمهاجمه ضحاياه وقت الغروب". ويسرد عبد الحسين قصته بالقول "جلست في صباح احد الأيام ووجدت شيئا كبيرا وسط منزلي الطيني المتواضع ولم أتوقع حتى في الأحلام أن أرى تمساحا مثل هذا وحاولت قتله بنيران سلاح رشاش إلا أن ردة فعله كانت سريعة وفر إلى النهر". ويستطرد "بعد معرفتنا أن هناك تماسيح في النهر حذرنا جميع الأطفال والشباب والنساء أن يكونوا بعيدين عن النهر.. في احد الأيام خرج للناحية تمساح غير التمساح المذكور الذي يلقبه البعض بالسفاح القاتل ومن خلال خطة محكمة أوقعنا به وقتلناه". أما المدرس في العكيكة محمود الكعبي فيقول لـ"شفق نيوز" إن "التماسيح التي تثير الرعب في العكيكة هي من مخلفات الاحتلال الأمريكي". ويتابع "هناك روايات تؤكد أن هذه التماسيح جيء بها وهي صغيرة وقد كبرت في النهر الموجود في الناحية وهذه التماسيح مازالت تثير القلق".
ويشدد الكعبي على أن "إدارة المحافظة عليها ان تعمل على القضاء على هذه التماسيح. الكثير بات يخاف من النهر الذي تعيش فيه التماسيح".
وتتكاثر التماسيح بالبيض ويصل طول البيضة الواحدة ما بين 20- 25 سم وتكبر الصغار في الثلاث أو الأربع سنوات الأولى من عمرها بمعدل 30 سم في السنة الواحدة ثم يقل معدل النمو ولكنها تواصل النمو والكبر لغاية موتها. وتصل التماسيح لمرحلة البلوغ بعمر 10 سنوات ويصل طولها عندئذ إلى متر ونصف المتر وتستمر في الطول كما تعمر كثيرا. ويشير سكان هذه البلدة إلى أنهم يخشون على أطفالهم من هذه التماسيح وبخاصة وقت الغروب والمساء. واغلب منازل تلك البلدة بدائية أو طينية وبلا أبواب محكمة.
براثا نيوز