.
هل لكل الناس’ في كل مكانِ
أذرع تطلع خبزاً وأماني
ونشيداً وطنياً؟
فلماذا يا أبي نأكل غُصْنَ السنديانِ
ونغني , خلسة ’ شعراً شجياً؟
يا أبي ! نحن بخير وأمانِ
بين أحضان الصليب الأحمرِ !
عندما تُفرغ أكياسُ الطحينِ
يصبح البدرُ رغيفاً في عيوني
فلماذا يا أبي , بعتَ زغاريدي وديني
بفُتاتٍ وبجبنٍ أصفرِ
في حوانيت الصليب الأحمرِ؟
يا أبي ! هل غابة الزيتون تحمنا إذا جاء المطر ؟
وهل الأشجار تغنينا عن النار’ وهل ضوء القمر
سيذيب الثلج, أو يجحرق أشباح الليالي
إنني أسألُ مليون سؤال
وبعينيك أرى صمتَ الحجر
فأجبني ’ يا أبي , أنت أبي
أم تراني صرت ابنا للصليب الأحمرِ؟!
يا أبي ! هل تنبت الأزهارُ في ظل الصليبْ؟
هل يغني عندليبْ؟
فلماذا نسفوا بيتي الصغيرا
ولماذا , يا أبي , تحلم بالشمس إذا جاء المغيبْ؟
وتناديني , تناذيني كثيرا
وأنا أحلم بالحلوى وحبات الزبيبْ
في دكاكين الصليب الأحمرِ
حرموني من أراجيح النهار
عجنوا بالوحل خبزي.. ورموشي بالغبار
أخذوا حصاني الخشبي
جعلوني أحمل الليلةَ عام
آه من فجّرني في لحظةٍ جدول نار؟
آه, من يسلبني طبع الحمام
تحت أعلام الصليب الأحمرِ!
ملاحظة على الأغنية
أخذوا منك الحصان الخشبي
أخذوا, لا بأس, ظلَّ الكوكبِ
يا صبي !
يا زهرة البركان , يا نبض يدي
إنني أبصر في عينيك ميلاد الغدِ
وجواداً غاص في لحم أبي
نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا
قل مع القائل:..... لم أسألك عبئاً هيناً
يا إلهي ! أعطني ظهراً قوياً...!
أخذوا باباً .. ليعطوك رياح
فتحوا جرحاً ليعطوك صباح
هدموا بيتاً لكي تبني وطن
حَسَنٌ هذا.. حسن
نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا
قل مع القائل :... لم أسألك عبئاً هيناً
يا إلهي ! أعطني ظهراً قوياً...!