رجل من الأبطال
.
**رجل من أبطال العرب .جلستُ معه منكسرا هزيلا منكّس الرأس ..قلتُ له وهو شاردٌ بعينيه في الفضاء : هل أنت نادم على بطولتك …..!!..قال: وكيف أندم وأنا البطل …!!...
قلتُ ولكنّ أهلك منشغلون عنك …!..وكلّ واحد منهم إذا رآك لايذكرك ..أو يذكرك ويضحك عليك ...ويمرُّ هكذا عنك …وينكرك.!!
...قال: فإذا كنتُ بطلا ..هل يشعرون هُم بهذا أم أنا ……..!!..أنا فقط من يعرف إ أنني بطل ..وأنا فقط مَن يُسعده هذا ...والآخرون يتفرّجون على الأبطال ...ولا يُعجِبُ البطل إلّا بطلا ……….!! لم يأتِ بَعْدُ
….
..قلتُ له : أنا أستغربُ أن أراك في شوارعنا ...فأبطال كانوا في كلّ قضية ..كلّهم في السجون !!ولذلك فهي أمّه مهزومة ……...لا يسلَم فيها إلّا التافهون …...ولا يكبر فيها الّا السافلون !!
قال: ……..كنت قبل أن تاتي ..أفكّر في حالي ….فأنا كما ترى لا أكاد ألقى خبزا في طريقي …!!.
.ولي أولاد ضائعون : ينظر أحدهم في الفضاء البعيد إلى مستقبله ..فلا يراه …….!!.
.وقد مات ابن لي في تلك المعركة …..وُسجِن ابن آخر معي وهو يُدافع عن حقوقنا ….
..وأنظرُ إلى الناس ..لم يفعلوا شيئا في سبيل أيّ حق ……!!
..وإذا كان الخير رجلا ..لا يعرفونه ..!!…
..وهُم اليوم سادة وأغنياء وإذا مشيْتُ أنا مع أحدهم ….يثنون رؤوسهم للتافهين وتمرّ أعينهم عنّي كأنهم لا يرونني …………..أهذا فسادٌ بي أنا أم بكم !!!!
……
..وأقول في نفسي :…….أنا لا أندم أن أدفع أيّ شيء لبطولتي وشرف نفسي …فأنا حين أنام في فراشي أنام فيه بطلا وكلٌّ ينام وهو يعلم أيّ نفس نام معها …
.أتحبُّ أن تنام مع كومة قمامة ...فنفوس التافهين كومة قمامة ….!! ..
.
...وشرف النفس هو شيء يذكره الله ولا ينساه ..وإن نسيَه البشر
…لقد أعنتُ أُناسا ورفضت مالا كثيرا من أجل كذا ورفضت المناصب من أجل كذا ……
….وأضحكُ كثيرا حين أعلم أن الله فقط من رآني ..
.فأنظرُ الى السماء وأبحثُ فيها كمَن ينتظر هداياه
وأنظرُ حولي إلى أناس يأخذون جوائزهم ..أتعجّب :على أيّ شيء تُعطى لهم الجوائز..والأولى سجنهم وعذابهم …!!…..
.
..ونظرتُ إلى السماء مرة أخرى وقلت :الأبطال يبدؤون بعدما يموتون والتافهون ينتهون يوم الموت …
...الله فقط من يرصدنا جميعا ولا يميز الفريقين إلّا الله ….والله سيّد هذا العالَم وليس هؤلاء السادة …!!.
...وأولاد الأبطال وأنصارهم الذين يحبّون المعروف وينتصرون للحق ….هم أهل الله والله لا يضيّع أهله
.
.
عبدالحليم الطيطي