وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأصحابه



.
لّما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من حجّة الوداع، وقد تحقّق من دنوّ أجله، جعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم الفتنة بعده، و الخلاف عليه،و يؤكّد وصايتهم بالتمسّك بسنّته و الإجتماع عليها و الوفاق، ويحثّهم على الإقتداء بعترته و الطاعة لهم، و النصرة و الحراسة، و الإعتصام بهم في الدين، و يزجرهم عن الإختلاف و الارتداد، و يكرر قوله:
.
((يا أيـها الناس ، إنّي فرطكم ، و أنتم واردون عليّ الحوض، ألا و إني سـائلكم عـن
الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهم لن يفترقا
حتى يلـقياني، ألا و إنّي قد تركتهما فيكم: كتاب الله و عترتي أهل بيتي، فلا
تسبقوهم فتفرّقوا، و لا تقصّروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم
.
أيّها الناس ، لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
فـتلقوني في كتيبة كمجّر السيل الجرّار، ألا و إنّ عليّ بن أبي طـالـب أخي
و وصيّي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله))
.
فكان صلى الله عليه و آله و سلم يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام و نحوه...
.
المصدر
منتهى الآمال