ذات يومٍ حلمت تلك الطفلة ان تكون طبيبة
كبرت وكبرت أمنياتها معها
لكن مابين سنة وسنة تعترض طريقها عثرة
حطمتها وكسرت كل القيود
حتى كبرت ... وكبرت امنياتها معها
حتى بلغت الحلم
امتدت عصا ابن عمها لتوقف عجلة تقدمها
لأنه كان يعتقد بأن البنت لاتصلح ان تحلم وتفكر
كما يحلم الرجال في مجتمعه
ولكن كسرت تلك العصا وحطمت تلك القيود
حتى استمرت في حلمها
حتى كبرت ... وكبر حلمها معها
وصلت الى مبتغاها وبقيت خطوات حتى تحلق
في سماء امنياتها الجميلة
وتخرجت من الثانوية وحصلت ذلك المعدل الذي يؤهلها
لدخول كلية الطب
فرحت ثم بكت فرحاً حتى دموعها احرقت خديها الناعمتان
وغردت أمها تغريدة الفرح لبنتها البكر
واستمرت في حلمها .. وبتفوق كبير حتى سنتها الاخيرة في الكلية
وهي تصارع الزمن وتقاتل من اجل ان تصل الى ماتحلم به
وصلت تلك الطفلة الى حلمها
لقد تحقق حلم ابنتي
هكذا كانت صيحات امها
وايضاً دموع البنت وامها مازالت تنهمر على خديهما
اصبحت طبيبة
لكن .. حدث مالم يحدث
رصاصة مجهولة من معلوم الهوية في مجتمع يحكمه عصابات قتل وفساد
قتل احلام تلك الطفلة وقتل امنياتها
وجسدها في الشارع تنظر اليه المارة
ويتسائلون لماذا قتلوها !!! ؟
حتى أحدهم قال
لأنها كانت مختلفة في كل شيء ... حتى في حلمها
في نشاطها وتفكيرها
ويجب ان تقتل !!
الادهى من ذلك
ان القاتل يتربع على كرسي الحكم في وطن بلا هوية !!
والأم ثكلى ودموعها حفرت نهرين كدجلة والفرات على خديها المتصحر
بسبب العابثون في البلاد
ضياء المالكي
الان
10/6/2021