منصات التواصل الاجتماعي تعطلت لعدة ساعات
مع عودة منصات التواصل الاجتماعي، فيسبوك وواتساب وأنستقرام، للعمل مجددا بعد ساعات من الانقطاع، بات السؤال عن أسباب هذا الانقطاع تدور في أذهان الملايين.
واعتذرت "فيسبوك" عن تعطل الخدمات الذي جاء "نتيجة خلل تقني" بحسب وصفها، إلا أن خبراء في مجال الأمن السيبراني، تحدثوا عن أسباب أخرى من بينها نشاط قام به موقع فيسبوك، صباح الإثنين، وتعطل الطرق المؤدية عبر الإنترنت إلى عملاق التواصل الاجتماعي.
وقالت شركة "فيسبوك"، إنّ العطل الضخم الذي طال موقع التواصل الاجتماعي الأول في العالم وتطبيقات إنستقرام وواتساب ومسنجر التابعة له، ناجم عن "تغيير خاطئ في إعدادات" الخوادم.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة كنتيك لمراقبة الإنترنت، قوله إن فيسبوك "أجرى تغييرًا على ما يبدو صباح الإثنين في معلومات توجيه الشبكة".
وبحسب مادوري، أثر هذا التغيير على خوادم نظام أسماء النطاقات الخاصة بالشركة، والتي تعمل كنوع من نظام البحث على الإنترنت.
ويجري ربط أسماء النطاقات مثل Facebook.com بعناوين بروتوكول الإنترنت الرقمية التي تستخدمها المتصفحات وخوادم الويب، وأشارت رسالة على صفحة موقع فيسبوك إلى وجود عطل في نظام اسم النطاق.
ونظام اسم النطاق هو الذي يسمح للعناوين الإلكترونية بتحويل المستخدمين إلى المواقع التي يرغبون الدخول عليها.
وأضاف مادوري، أن التغيير جعل خوادم نظام أسماء النطاقات على فيسبوك غير متاحة، مما أجبر خدماتها فيسبوك وإنستقرام وواتساب على عدم الاتصال بالإنترنت.
الاختفاء من على الإنترنت
ومن جانبه، قال جون جراهام-كومينغ، كبير مسؤولي التكنولوجيا في كلاود فلير، في تغريدة على "تويتر" نشرتها وكالة فرانس برس، إنّ "فيسبوك وممتلكاته اختفوا من على شبكة الإنترنت في خضم موجة تحديثات لبروتوكول التوجيه بين البوابات (بي جي بي)".
إلا أن خبراء أمنيون أشاروا إلى احتمال أن يكون العطل نتيجة خطأ غير مقصود أو عملا تخريبيا من قبل شخص من الداخل، بحسب رويترز، لكن شركة "فيسبوك" نفت ذلك الاحتمال.
وقال عدد من موظفي فيسبوك طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إنهم يعتقدون أن العطل نتيجة خطأ داخلي.
وخلال فترة العطل غرد مايك شروبفر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في فيسبوك، مقدّماً "خالص الاعتذار لكل من تأثر بالانقطاع الحاصل في الخدمات التي يؤمّنها فيسبوك".
وصف موقع "داون ديتكتور" الذي يتتبع حالات انقطاع خدمات الإنترنت، الانقطاع بأنه أكبر خلل على الإطلاق تتعرض له فيسبوك.
وكان الانقطاع ثاني ضربة تواجهها فيسبوك خلال يومين بعدما واجهت اتهامات، الأحد، بتفضيل الربح مرارا على تضييق الخناق على خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
وهبط سهم فيسبوك 4.9 %، أكبر خسارة يومية له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسط عمليات بيع أوسع لأسهم التكنولوجيا الإثنين، مع تدفق العالم على تطبيقات منافسة مثل تويتر وتيك توك، وارتفع السهم بنحو نصف نقطة مئوية في تعاملات ما بعد الإغلاق عقب استئناف الخدمات.
وتفقد فيسبوك، وهي ثاني أكبر منصة إعلانية رقمية في العالم، نحو 545 ألف دولار عائدات الإعلانات في الولايات المتحدة كل ساعة انقطاع للخدمة، وفقا لتقديرات شركة قياس الإعلانات ستاندرد ميديا إندكس.
وواجه فيسبوك انقطاعات عالمية سابقًا، بما في ذلك حوادث انقطاع جزئي كبيرة في 14 أبريل/نيسان 2019، و14 مارس/آذار 2019، ومع ذلك، فإن الحادث الحالي هو أكبر انقطاع في تاريخ عملاق التواصل الاجتماعي.