.
عيناك يا صديقتي العجوز ’ يا صديقتي المراهقه
عنياك شحاذان في ليل الزوايا الخانقه
لا يضحك الرجاء فيهما، ولا تنام الصاعقه
لم يبق شئ عندنا.. إلاّ الدموع الغارقه
قولي: متى ستضحكين مرة’ وإن تكن منافقه .؟!
كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان
مصي بقايا دمنا, وبعدنا الطوفان
وإن سبغت مرةً ’ لا تتركني الجثمان
وإن سئمت بعدها ، فعندك الديدان
إنا خُلقنا غلطةً... في من الزمان
وأنت يا صديقتي العجوز... يا صديقتي المراهقه
كوني على أشلائنا’ كالزنبقات العابقه!
الغاب يا صديقتي يكفِّن الأسرار
وحولنا الأشجار لا تهرِّب الأخبار
والشمس عند بابنا معمية الأنوار
واشية , لكنها لا تعبر الأسوار
إن الحياة خلفنا غريبة منافقه
فابني علي عظامنا دار عُلاك الشاهقه
أسمعُ يا صديقتي ما يهتف الأعداء
أسمعهم من فجوة في خيمة السماء:
((يا ويل من تنفست رئاته الهواء
من رئة مسروقةٍ!..
يا ويلَ مَنْ شرابه دماء !
ومن بني حديقة ... ترابها أشلاء
يا ويله من وردها المسموم )