22 _February_ 2013
لو نفذوا المخطط لشهدت أسوأ إرهاب على أراضيها
بريطانيا تكشف إرهابيين يجندون أنفسهم ويتوعدون بدماء تملأ الشوارع
السلطات البريطانية قلقة من جيل جديد من المتطرفين
ايلاف
تخشى الأجهزة الأمنية البريطانية من أن تواجه بريطانيا اليوم جيلًا جديدًا من الارهابيين، يجندون أنفسهم بأنفسهم، ويخططون لعمليات إرهابية مشابهة لعمليات 11 ايلول (سبتمبر).كشفت السلطات البريطانية أمر خلية ارهابية أثارت القلق بسرعتها في تعبئة أفراد، مستعدين لتنفيذ مخططات تشبه هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وقالت السلطات إن الخلية الارهابية خططت لقتل المئات بهجمات ينفذها ثمانية انتحاريين مسلحين، لو نفذوا المخطط لشهدت بريطانيا أسوأ هجوم ارهابي على أراضيها.
ويواجه افراد الشبكة وقادتها حكمًا بالسجن مدى الحياة، بعد ادانتهم الخميس بتهم التخطيط لشن هجمات ارهابية.
وما يقلق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أن اثنين من افراد الشبكة ليس لهم أي ارتباط سابق بتنظيم القاعدة، تمكنا بسرعة لافتة من الاتصال بالذراع العالمية للتنظيم في شمال باكستان، حيث تعلما تصنيع العبوات وتحضير السموم.
إرهابيو نايكي
نال المخطط مباركة ابو زيد الكويتي، الرجل الخامس في تنظيم القاعدة، الذي قُتل في غارة شنتها طائرة من دون طيار العام الماضي. واعتبر مصدر رسمي بريطاني أن هذا المخطط هو الأخطر منذ اكتشاف محاولة تفجير طائرة ركاب بعبوة من المواد السائلة في العام 2006.
لكن خبراء لاحظوا أن المخطط الجديد يشير إلى حدوث تغيير جذري في نفوذ تنظيم القاعدة، وتنامي الخطر الذي يمثله متطرفون مدفوعون ذاتيًا، اطلق عليهم عالم الجاسوسية لقب "إرهابيي نايكي"تيمنًا بشعار شركة نايكي للملابس الرياضية الذي يقول "فقط إفعلها!"Just Do It".
ثمة مخاوف من أن تكون الخلية، التي كُشفت في مدينة برمنغهام وسط انكلترا، قد خططت لموجة ثانية من الهجمات الانتحارية. ويثير هذا احتمال نشوء جيل جديد من المتطرفين البريطانيين، لا يتورعون عن قتل المدنيين باستخدام خبرات القاعدة في تنفيذ مخططاتهم.
سرعة صادمة
قال مسؤول رفيع في الحكومة البريطانية إن التحقيق كان بالغ الأهمية، "يبين كيف تتأثر بريطانيا بالارهاب، فهذه كانت أكبر مؤامرة منذ مؤامرة العبوة السائلة في العام 2006 وهي تؤكد استمرار التهديد الناجم عن شبكات إرهابية ذاتية التنظيم".
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصادر أمنية واستخباراتية انها "صُدمت لسرعة تمكن الارهابيين من الاتصال بقلب الوحش"، في إشارة إلى الذراع العالمية لتنظيم القاعدة في شمال باكستان.
وأُدين عرفان نصير (31 عاما) وعرفان خالد (27 عاما) وعاشق علي (27 عاما) بتهمة التخطيط لحملة ارهابية، بعد محاكمة استمرت اربعة اشهر ونصف الشهر، في محكمة ووليتش كراون في لندن. وقالت المحكمة إن الثلاثة كانوا قادة مجموعات خططت لعملية قتل جماعي وتدمير في شوارع بريطانيا "باسم الله".
وبالرغم من عدم الاتفاق على هدف محدد، فإن دورة الألعاب الاولمبية والجنود البريطانيين كانوا ضمن أهداف الخلية، التي ذهب افرادها إلى حد انتقاد منفذي تفجيرات 7 تموز (يوليو) 2005 في لندن، والتي اسفرت عن مقتل 52 مدنيًا، لأنهم "لم يلحقوا أضرارًا كافية".
كما أُدين افراد الخلية بجمع المال من اجل الارهاب، بعد أن جمعوا عن طريق الاحتيال تبرعات بلغت 20 الف جنيه استرليني باسم منظمة خيرية اسلامية، وبتجنيد آخرين للقيام بعمل ارهابي. واعترف ستة متهمين آخرين بارتكاب جرائم ارهابية في جلسات سابقة فيما ينتظر ثلاثة آخرون محاكمتهم في وقت لاحق.
خطط بديلة
أدت هذه القضية إلى وضع استراتيجية الحكومة الوقائية في مواجهة خطر الارهاب المحلي موضع تساؤل. وتعتمد هذه الاستراتيجية المدعومة من وزيرة الداخلية تريزا ماي على المسلمين البريطانيين في ابلاغ السلطات بأي نشاط أو تصرفات مشبوهة في مناطقهم. وبالرغم من أن عائلات المدانين وآخرين من سكان مدينة برمنغهام كانوا يعلمون بسفرهم إلى الخارج للتدريب، فإن أحدًا لم يقرع جرس الانذار، بحسب ديلي تلغراف.
وأُحبطت المؤامرة بعد قيام جهاز الاستخبارات الداخلية (أم 5) والشرطة بالتنصت على افراد الخلية وتسجيل أحاديثهم سرًا طيلة شهرين، في صيف العام 2011. وأدركت الأجهزة الأمنية أن الخلية تخطط لتنفيذ حملتها الارهابية في غضون أشهر إن لم تكن أسابيع.
كما درس افراد الخلية أشكالًا أخرى من القتل، كإضافة مادة سامة إلى مرهم لبشرة اليد ووضعه على مقابض السيارات والأبواب، أو وضع شفرات في مقدمة سيارة والاندفاع بها وسط حشد من الأشخاص.
الدم في الشوارع
قال المفتش آدم غوف، من وحدة مكافحة الارهاب في غرب وسط انكلترا، إن افراد الخلية "متطرفون متعصبون ملتزمون، كانوا مصممين على قتل أكبر عدد ممكن من الناس في هجمات انتحارية منسقة".
وتعهد نصير، أحد قادة الخلية في شريط الشهادة الذي سجله على الفيديو، بأن "يسفك الانتحاريون في شوارعكم من الدم ما سيكون ماثلًا دومًا في ذاكرتكم، تلاحقكم كوابيسه ما تبقى من حياتكم".
ولأول مرة في بريطانيا، كان نصير الذي تخرج صيدليًا يخطط لاستخراج نترات الالمنيوم التي تُستخدم مادة متفجرة رئيسية من عُدة الاسعافات الأولية للاصابات الرياضية.
وكان افراد الخلية شديدي التأثر بخطيب القاعدة انور العولقي، الذي أوحت محاضراته بالانكليزية في التحريض على تنفيذ هجمات أينما تسنى ذلك، تحت شعار "فقط إفعلها!" المقتبس من ماركة نايكي.
وكان العولقي قُتل في هجوم شنته طائرة اميركية من دون طيار على مخبئه في اليمن، بعد 12 يومًا على اعتقال افراد خلية برمنغهام
اعترافات وتباهٍ
يبين شريط صوتي، سُجل سرًا لأحاديثهم، تباهيهم بنيل تزكية الكويتي، الذي مر وقت كان يعتبر فيه وريث أيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي. واسمه الحقيقي هو خالد عبد الرحمن الحسينان، قُتل اثناء تناوله وجبة الفطور في هجوم شنته طائرة من دون طيار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وينقل التسجيل عن عرفان خالد أن الكويتي "هو الذي بارك هذا الأمر كله، وهو الذي قال إن الناس يصلون من أجلكم".
وكان عرفان نصير، قائد الخلية وصانع عبواتها، بلغ الثلاثين ولم يسافر، وكان باعتراف محاميه ولدًا كسولًا بدينًا مدلَّلًا، يزن أكثر من 115 كيلوغرامًا.
وقال أنس زين العابدين، صديق نصير من ايام الدراسة، إنه كان مهرج المدرسة، لكنه لم يتمكن من التكيف مع حياة العمل، "وأعتقد أن هذا كان بداية سقوطه".
واعترف رحيم أحمد (28 عاما) بأنه كان المسؤول عن جمع التبرعات للخلية ومساعدة آخرين على السفر إلى باكستان للتدريب.
كما اعترف اربعة آخرون، هم نويد علي (24 عامًا) واسحاق حسين (20 عامًا) وخُبيب حسين (20 عامًا) وشهيد خان (20 عامًا)، بالسفر إلى باكستان في صيف 2011 للتدريب. واعترف مجاهد حسين (21 عامًا) بمشاركته في جمع التبرعات للخلية.