22 _February_ 2013
ضحيته الفلبينيون المهاجرون إلى بريطانيا هذه المرّة
دوق أدنبره الأمير فيليب وزلّات لسانه الشهيرة!
الأمير فيليب و«ضحيته» الممرضة الفلبينية
«ألا زلتم تتراشقون بالرماح؟»
أحد رجال حمايته يغالب الضحك بعد تعليق ألقاه عليه الدوق
عندما التقى دوق أدنبره الأمير فيليب بطاقم العاملين في مستشفى انكليزي خاطب ممرضة فلبينية بكلام جارح. لكن هذا صار لا يغضب أحدًا، بسبب ما اعتاد عليه الناس من زلّات لسانه، التي أصبحت مصدرًا للفكاهة والتندر.ربما ظن المرء أن التجارب الطويلة علّمت الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية، ترويض لسانه «الفالت» والتفكير لثوانٍ قليلة، قبل أن يسمح له بإطلاق قذائفه المفتقرة إلى الدبلوماسية. لكن يبدو أنه من المستحيل فعلًا إصلاح الاعوجاج في جذع الشجرة الكبيرة، دعك عن شجرة بلغت من العمر 91 عامًا.
ففي مناسبة افتتاح الأمير جناحًا جديدًا لأمراض القلب في مستشفى لوتون آند دنستابول (هو نفسه خضع لعملية جراحية في القلب في العام الماضي)، صافح صفًا من العاملين، الذين كانوا في استقباله. وكان بين هؤلاء ممرضة فلبينية، أشرقت عليه بابتسامة من الأذن للأذن. لكنه فاجأها بالقول: «لا بد أن الفلبين نصف فارغة من السكان الآن. فكلكم تعملون هنا في خدماتنا الصحية».
ردود الفعل
بينما كان رد فعل الممرضة المعنية بالكلام في حدود الضحك المتأدب على هذه المزحة الملكية، كان واضحًا أن دوق أدنبره أضاف زلّة لسان أخرى إلى كومة هائلة من هفوات مماثلة في أزمنة وأمكنة مختلفة، سواء داخل بريطانيا أو خارجها.
ومع تناقل الخبر وانتشاره كالنار في الهشيم، أجبر قصر بكينغهام على القول بلسان المتحدث باسمه إنه لا يعلّق على الأحاديث الخاصة التي يكون الدوق طرفًا فيها.
ووفقًا للصحف العديدة، التي تناقلت النبأ، فقد سارع أنصار «المؤسسة» إلى الدفاع عن «روح الدعابة» التي يتمتع بها الأمير فيليب، مشددين على أنه «لا يقصد الإساءة إلى أحد على الإطلاق». واستشهدوا بقول الناطق باسم مستشفى لوتون إن الزيارة كانت «وديّة للغاية»، وإن الأمير «كسر حائط الجليد»، الذي ينشأ عادة بين كبار الزوار والعاملين بفضل روح الدعابة التي يتمتع بها.
وفي ما يتعلق بحادثة الممرضة تحديدًا، قال الناطق الطبي: «استمتع طاقم العاملين باللقاء مع دوق أدنبره، وتبادل هو مع عدد منهم أحاديث نعتبرها خاصة بينه وبين كل منهم. ولذا فإننا لا نملك الحق في التعليق عليها. كل ما يمكن أن يُقال في هذا الاتجاه هو إن لوتون مدينة متعددة الأعراق والجنسيات، وإن هذا المستشفى يعكس هذا الواقع بشكل صادق».
لكن هذا التصريح لم يقنع «مجلس الممرضات والقابلات». فقال إن الأمور تبدأ بأن الدوق غير ملمّ بالحقائق الأساسية أصلًا. وأشار إلى أن الصورة التي رسمها هي أن المستشفيات البريطانية لا تعجّ بغير الممرضات الفلبينيات، رغم أن عددهن لا يزيد على 16 ألفًا من بين 670 ألف ممرضة في عموم البلاد. وقال المجلس - عن أن نصف الفلبين صارت فارغة - إن 16 ألف ممرضة لا يشكلن سوى قطرة في محيط بلادهن، التي يقطنها أكثر من 95 مليون شخص».
مهرّج أم صاحب إنجازات؟
الواقع أن الأمير فيليب صار صاحب سجل طويل من زلات اللسان، التي غدت بمثابة «علامته التجارية». ولولا أنه عوّد الناس على هذه الهفوات المضحكة أحيانًا بسبب إفراطها في كونها خرقاء، فلربما كان قد أدى إلى مشاكل دبلوماسية في علاقات بريطانيا بالكثير من دول العالم.
ومما لا شك فيه أن التاريخ سيحفظ له زلات لسانه هذه قبل غيرها، لأنها صارت لازمة له، لا يُذكر إلا وتُذكر هي معه. وهذا رغم أن سجله حافل بإنجازات وأرقام قياسية أيضًا في تاريخ التاج البريطاني.
من هذه الحقائق هي أن الدوق كسر في العام 2009 الرقم القياسي من حيث طول الفترة لزوج ملكة أو زوجة ملك في تاريخ بريطانيا. فقد تخطى الملكة تشارلوت عقيلة الملك جورج الثالث، التي كانت صاحبة الرقم، حتى تجاوزها فيليبس في ذلك العام.
كذلك من الحقائق أنه ألقى أكثر من 5 آلاف خطاب عام، وأنه أعاد بالتدريج تصميم حدائق قصر بالمورال، إسكتلندا، الذي صار قصرًا ملكيًا منذ أن اشترته الملكة فكتوريا في العام 1852. وجاء في كراسة تعريفية به صدرت في العام الماضي أنه شيّدت لهذا القصر حديقة مائية حفرها بنفسه باستخدام البلدوزر.
ليست المرة الأولى
من أبرز ما نطق به الأمير فيليب ما يلي:
- «لا تطيل البقاء هنا، وإلا أصبحت عيناك مائلتين». (يخاطب طالبًا بريطانيًا في الصين).
- «لم يأكلك الأهالي إذن؟» (لطالب بريطاني يقوم بجولة في بابوا غينيا الجديدة).
- «ألا زلتم تتراشقون بالرماح؟» (لمجموعة من راقصي سكان أستراليا الأصليين خلال احتفالهم بقدومه).
- «امرأة انت، أليس كذلك؟» (لراقصة كينية قدمت له هدية).
- «تبدو مستعدًا للتوجّه إلى السرير» (يخاطب الرئيس النيجيري الذي كان يرتدي زيه القومي الفضفاض).
- «بلادكم أحد أكبر المراكز للمتاجرة في الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم بأسره» (يخاطب التايلانديين في مؤتمر دولي للحفاظ على الحياة الوحشية عقد في بانكوك، وقدمت إليه فيه جائزة لجهوده في هذا المجال).
- «أسرتك كبيرة العدد» (يخاطب ملياردير الفولاذ الهندي أتول باتيل خلال حفلة في قصر باكينغهام لتكريم 400 من رجال الأعمال الهنود).
- «لم تصمم لحيتك على النحو المطلوب، أليس كذلك؟» (لضيف في حفلة ملكية بلحية التيس).
- «لا شك في أن إقامتك لم تطل هنا.. فلا أرى لك كرشًا كبيرًا من كثرة احتساء الجعة» (يخاطب بريطانيًا أثناء زيارة له بودابست).
- «لا غرو أنكم طرشان!» (يخاطب وفدًا من جمعية الطرشان الملكية جاء لتحيته أثناء زيارته مصنعًا لتجميع السيارات وسط جلبة الماكينات العالية).
- «إذا كان للشيء أربعة أرجل ولم يكن كرسيًا، أو إذا كان له جناحان ولم يكن طائرة، أو إذا كان يعيش في البحر ولم يكن غواصة، أكله الكانتونيون» (عن أهل غواندونغ في مؤتمر دولي للحفاظ على الحياة الوحشية).