من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
مالك سيرك «مونتي كارلو» لـ العالم : لم نأت الى البصرة لاستملاك الارض بل لاسعاد الناس
TODAY - November 08, 2010
بعد اغلاقه بالتراب والحواجز الكونكريتية من قبل الحكومة وبضغط احزاب دينية
مالك سيرك «مونتي كارلو» لـ العالم : لم نأت الى البصرة لاستملاك الارض.. بل لاسعاد الناس
بهلواني في السيرك يؤدي لعبة التوازن خلال عرض حضره مئات البصريين خاص بـ «العالم»
البصرة – سليم الوزان
فيما اغلقت حكومة البصرة المحلية سيرك "مونتي كارلو" الاوربي الذي يعمل في المدينة منذ نحو اسبوع على خلفية نزاع حول الارض المخصصة له و"تذمر" احزاب دينية من "رقصات الفنانين"، طالب أحد مسؤولي السيرك الحكومة المحلية بتوفير الحماية لـ "مواجهة الجهات التي تحارب السيرك وتعمل على اغلاقه".
وكانت فعاليات السيرك الاوربي انطلقت في البصرة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي داخل خيمة كبيرة تم نصبها على أرض غير مستغلة بعد تسييجها بالأسلاك الشائكة. وتضمنت فعاليات السيرك في الأيام السابقة تقديم عروض بهلوانية وألعاب مع حيوانات أليفة مدربة وأخرى مفترسة وتمكن السيرك من استقطاب مئات المواطنين كونه أول سيرك عالمي يزور المحافظة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي وغالبية أعضاء السيرك من دول روسيا وألمانيا وأوكرانيا والنمسا وكينيا وأوزباكستان ومن المقرر أن يبقى السيرك في البصرة لمدة 40 يوماً.
ورفع الوقف الشيعي في البصرة دعوى قضائية على مالكي السيرك الذي يضم 30 فنانا اوربيا وقدم الى البصرة من اربيل على أمل البقاء فيها شهرا والاستعداد لعروض خاصة في عيد الاضحى المقبل.
وبدأت عملية اغلاق السيرك الليلة قبل الماضية بوضع ساتر ترابي أمام مدخل خيمته، فيما اغلق نهائيا أمس الأحد بوضع حواجز كونكريتية حوله.
وقال الشيخ محمد المطوري مدير الوقف الشيعي في البصرة ان الارض التي نصبت عليها خيمة السيرك "هي وقف حسيني". واضاف في تصريح لـ "العالم" ان "وجود الخيمة عليها دون أخذ موافقتنا يعتبر خلاف الموازين الشرعية والقانونية".
وزاد "يزعم أصحاب السيرك بأنهم لا يعلمون بعائدية هذه الأرض، وأنهم حصلوا على موافقة المحافظة، ولكن المحافظة حددت لهم مكانين الأول في متنزه الخورة والآخر في ملعب الميناء، لكنهم اختاروا هذه الأرض التابعة للوقف الشيعي". وتابع "برروا عدم رفعها بسفر الخبير الذي قام بنصبها، إلى الامارات".
الى ذلك أصدر الشيخ كامل قاسم الباهلي وهو رجل دين ينتمي الى "جماعة الفضلاء" بيانا استنكر فيه سماح الحكومة المحلية باستقدام السيرك. وجاء في البيان الذي اطلعت "العالم" على نسخة منه "تسمح الحكومة المحلية بالألعاب والبهلوانات التي تقوم بها نساء شبه عاريات على أرض الحسين.. وقد تفاجأنا بوصول الأمور إلى هذا الحد، فتارة يقام معرض تركي بحضور فنان وتارة يتم افتتاح فندق الشيراتون وتارة إنشاء دار أوبرا". وطالب البيان أصحاب المواكب الحسينية ورجال الدين، بالضغط على الحكومة المحلية بمنع السيرك "فالخير يجيء برفع هذه الخيمة".
وقال غسان طه محمد مسؤول في السيرك ان "استقدام السيرك كان بهدف الترويح عن أهالي البصرة بمناسبة العيد وقد كلفنا ذلك حوالي 400 ألف دولار، ولم تخرج عروضنا عن الذوق العام واحترمنا تقاليد المجتمع البصري".
واضاف "تلقينا كتابا من المحافظة يسمح لنا بالقدوم إلى البصرة ولم يحدد الكتاب مكاناً محدداً، بل خيرونا باستغلال البقعة التي نراها ملائمة، إضافة إلى ذلك فإن صاحب الأرض التي تعود للوقف الشيعي لم يمانع في استخدامها مقابل بدل إيجار، ونحن نستغرب صدور أمر الإغلاق من المحافظة فدعوى رفع السيرك من المكان رفعها الوقف الشيعي وهذه لها إجراءاتها المعتادة".
غسان أضاف أن جهات عدة بدأت حملة تحريضية ضد وجود السيرك ونعتته بـ"الفسق والفجور"، وتابع "لاحظنا خلال اجتماعنا بالنائب الثاني للمحافظ الدكتور أحمد حميد، أن الرجل يتعرض لضغوط كبيرة تطالبه بإغلاق السيرك".
غسان أكد أن "نصب ورفع الخيمة يتطلب إحضار خبير إيطالي وهذا يكلف أكثر من 30 ألف دولار كما يتوجب الحصول على تأشيرة دخول له وإجراءات أخرى متعبة". وكشف "سنقيم السيرك في مكان آخر، لكننا صراحة بدأنا نشعر بالخوف على نفوسنا وعلى الفنانين العالميين الذي قرروا الحضور إلى البصرة لإسعاد أهلها، ولم نتوقع ما يحدث فمعروف عن البصرة كونها مدينة مفتوحة على العالم وأهلها أهل ثقافة ووعي وطيبة وكرم، ولا أعرف كيف يستقيم منع إقامة الفنادق وصالات السينما والمسرح والمنشآت الترفيهية والسياحية مع دعوة المستثمرين والشركات العالمية للقدوم للبصرة؟".
من جهته، قال جواد جبر سلمان مسؤول العلاقات في السيرك في مقابلة مع "العالم" ان ادارة السيرك كانت تفكر في نقله من اربيل الى بغداد "لكنها كانت متخوفة بسبب الوضع الأمني، فاخترنا البصرة باعتبارها منطقة آمنة وأهلها يستحقون فتح آفاق واسعة للترفيه عنهم".
واضاف "نحن نرغب أن نثبت للعالم بأن أغلب محافظاتنا آمنة، وقد كلفنا استقدام السيرك نفقات كبيرة حيث حصلنا على موافقات محافظ البصرة ومجلس محافظة البصرة، ونتمنى أن يواصلوا دعمنا في مواجهة الجهات التي بدأت بمحاربتنا وتعمل على إغلاق السيرك".
وقال مالك السيرك سهيل عبيد صاحب السيرك وهو من أصل لبناني، في مقابلة مع "العالم" انه تلقى "تأكيدات من الجهات الرسمية باختيار المكان الذي يرونه مناسباً". وقال "تلقينا موافقات من الجهات الرسمية في المحافظة ولم نأت لاستملاك الأرض".
واوضح ان "حضورنا إلى البصرة كلفنا الكثير من الجهد والمال". لكنه يقول ان "هدفنا هو إسعاد الناس ونقل صورة جميلة للعراق". وقال "سنبقى مدة شهر".
ويعود ظهور آخر سيرك عالمي في البصرة إلى مستهل السبعينيات من القرن الماضي وهو السيرك المصري القومي. وما زالت هذه التجرة حاضرة في اذهان البعض من سكان المدينة.
ويقول عبيد ان "السيرك هو عالم قائم بذاته، عالم من الجمال والترفيه والسحر".
الفنانون تجولوا في الشوارع
ويصف عبيد حضور السيرك الى البصرة بـ "المغامرة". ويقول "لم يكن وارداً في بالنا الحضور وكنا مترددين كثيرا". ويضيف "كنا سننتقل من أربيل إلى السليمانية، لكن أحد الأشخاص أقنعنا بالعرض في البصرة ولبى جميع شروطنا بما فيها توفير الحماية ولم نكن أخذنا الموضوع بجدية تامة". وزاد ان "فناني السيرك رفضوا في البداية القدوم للبصرة، فهم لا يعرفون أين تقع البصرة سوى أنها في العراق الذي تبدو صورته في أذهانهم خطيرة، وقد حاولت اقناعهم بأن البصرة مدينة آمنة، حتى اقتنع قسم منهم ثم اقتنع الجميع من بعد". لكنه يضيف ان "وجود السيرك في البصرة سيظل مخاطرة بالنسبة لي، ليس من الناحية المادية، لكن بسبب المسؤولية عن حياة هؤلاء الفنانين العالميين". ويؤكد "قلت لنكن نحن السباقين، فلم يزر البصرة أي سيرك منذ مستهل السبعينات".
واشار مالك السيرك الى ان الارض التي خصصت له في البصرة "كانت خربة". ويقول "قمنا بتنظيفها وتجريفها وفرشها بالحصى كما أقمنا حولها سياجاً وأمضينا ثلاثة أيام من العمل والمعاناة"، موضحا "عانينا كثيرا من ناحية الحصول على التأشيرات ودخول الحيوانات للعراق لعدم توقيع العراق على اتفاقية سايتز لحماية الحيوان إضافة إلى عدم توفر الرحلات الجوية لذلك واجهنا صعوبة في جلب حيوانات كبيرة، فخلال وجودنا في لبنان واليونان كانت لدينا عروض للنمور والدببة، بينما في العراق لم نتمكن من تقديم هذه العروض".
من جهته قال نقيب الفنانين العراقيين في البصرة جاسم حمادي إن "على الحكومة المحلية مكافأة أعضاء السيرك وتقديم الشكر لهم والتسهيلات للازمة لانجاح السيرك بدلا من إغلاقه لدوره في ترفيه المواطن البصري".
واعتبر حمادي الذي يشغل أيضا مدير دائرة السينما والمسرح في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الشكر قليل بحق أعضاء السيرك الذين جازفوا بحياتهم وتواجدوا في العراق على الرغم من معرفتهم بتوتر الأوضاع الأمنية".
العالم