.
هُو ذا المساءْ
يدنو وأشباحُ النجومِ تكادُ تبدو، والطريقْ
خالٍ فَلا نعشٌ يَلوحُ على مداه .. ولا عويلْ
إلّا النعيبْ
وتنهُّد الريح الطويلْ!
وعلامَ تنعبُ هذهِ الغربانُ، والكونُ الرَّحِيبْ
باقٍ يَدورُ يَعُجُّ بِالأحياءِ مَرضى، جائعين
بِيضَ الشُّعُورِ كَأعظُمِ الأمواتِ، لكن خالدين
لا يَهلكون؟ علامَ تنعَب؟ إنَّ عِزرائيلَ ماتْ!
وغدًا أموتُ، غدًا أموت!
وهزَّ حفَّارُ القبورْ
يُمناهُ في وجهِ السماءْ، وصاحَ رب أَمَا تثورْ!
فَتُبيدَ نسلَ العار، تحرق بِالرُّجومِ المُهلِكات
أحفادَ عادٍ، باعةَ الدمِ، والخَطايا، والدموعْ
يا رَبِّ ما دامَ الفناءْ
هوَ غايةُ الأحياء، فَأْمُر يَهلكوا هذا المساءْ!