.
وطني ! لم يغطني حبي لَكْ
غير أخشاب صليبي !
وطني , يا وطني ، ما أجملكْ !
خذ عيوني ، خذ فؤادي ، خذ ... حبيبي !
في توابيتِ أحبَّائي أُغنّي
لأراجيحِ أحبَّائي الصغارْ
دَمُ جَدِّي عائدٌ لي , فانتظرني
آخِرُ الليلِ نهارْ !...
شهوةُ السكِّينِ لن يفهمَها عطُر الزنابقْ
وحبيبي لا ينامْ...
سأغني , وليكنْ منبرُ أشعاري مشانقْ
وعلى الناس سلامْ..
أجملُ الأشعارِ ما يحفظُهُ عن ظهر قلبْ
كلُّ قارئْ...
فإذا لم يشرَبِ الناسُ أناشيدَكَ شُربْ
قلْ , أنا وحديّ خاطئْ..
ربما أذكر فرساناً , وليلى بَدَوِيَّهْ
ورعاةً يحلِبون النّوقَ في مغربِ شمسِ
يا بلادي , ماتمنيتُ العصورَ الجاهليَّهْ
فغَدِي, أفضلُ من يومي وأمسي !!
الممرُّ الشائكُ المنسيُّ مازالَ ممرا
وستأتيه الخُطى في ذاتِ عامْ
عندما يكبرُ أحفاد الذي عمَّرَ دهرا
يقلعُ الصخرَ, وأنيابَ الظلامْ..
من ثقوب السجن لاقيتُ عيونَ البرتقالِ
وعناقَ البحِر الرحيبِ
فإذا اشتدَّ سوادُ الحزن في إحدى الليالي
أتعزَّى بجمالٍ الليل’ في شَعرِ حبيبي !!
حُبُّنا أنْ يضغطَ الكفُّ على الكفِّ’ ونمشي
وإذا جعنا تقاسمنا الرغيفْ..
في ليالي البردِ أحميكِ برمشي
وبأشعارٍ على الشمس تطوفْ !!
أجملُ الأشياءِ أن شاياً في المساءْ
وعن الأطفالِ نحكي ...
وغد لا نلتقي فيه خَفَاءْ
وَمِنَ الأفراح , نبكي !!
لا أريد الموت , ما دامت على الأرض قصائدْ
وعيون لا تنامْ !
فإذا جاء ’ ولن بإذن , لن أُعاندْ
بل سأرجوه ، لكي أرثي الختامْ
لم أجد أين أنامْ
لا سرير أرتمي في ضفتيهْ
مومس مرت وقالت دون أن تلقي السلامْ
سيدي ! إن شئتَ.. عشرين جنيهْ !!