مرة من المرات وقبل الاربعين بعشرة ايام تقريباً .
ونحن في جلسة في مكان . كنا اصدقاء (معرفة ميانه) يعني يكون الكلام مابيننا بلاتحفظ دقيق .
قال احدنا . واسمه عبدالرحمن .
ياجماعة ليش مانمشي هاي السنة من ابعد نقطة .
مثل . من الفاو الى كربلاء أومن زاخو الى كربلاء .
هذا كلام .
لكني لم اعقب عليه .لان سرعان ماجاء في رأسي من جهة زاخو .لانعرف الطريق اضافة الى الارهاب واعداء ال البيت ع كلهم معششين بتلك الجهه .
ومن جهة الفاو صحراء ولاعلم لي هل هناك مواكب تنصب ام ناس متطوعه تجلب الزوار ليلا لبيوتها .
.........
لما اقترح صاحبنا علينا بهذا المشوار .
صار النقاش منا من أيد ومنا من رفض لنفس مافكرت بهِ.
اما انا فلم اعقّب .الصراحة عجبتني الفكرة أذا ع الثواب نشبع حد التخمة واذا ع الرياضة فلا احسن منها واذا ع المغامرة ولااحلى منها .
يعني من كل جهه . انا مدومن .؟
لكن الهواجس مرة خوف ومرة توشور من المجهول .ولعنة الله ع الظالمين .خلونا نتمتع بعراقنا لابارك الله بكم .؟
............
صاحبنا يدافع عن فكرته ولكن لم يجد من يدعمه مننا . ثم صار (يعيّر بنا ) على اساس النشاط والقوة .
بمعنى .
هو قوي ويتحمل ونحن ضعفاء لاخير فينا .
انتهت القصة مجرد كلام .
..............
انتهت العشرة ايام وحان يوم المشي الى امامنا العظيم .
..........
عندنا موكب .وعادة لما تخلص المشاية من جنب موكبنا .نلف خيامنا ثم نمشي الى كربلاء المقدسة .
ولما انتهى موكبنا وردنا ان توكل على الله لنبدأ المشوار .
كنت متفق مع احد اعضاء الموكب على اننا نمشي معاً .لكن صديقي قال لي انت (روح وانا اذهب للبيت لحاجة واعود والحقك بسيارة)
فأتفقنا على نقطة نلتقي بها .
يعني قرب موكب معروف لدينا مابين السماوة والديوانية .؟
انا توكلت وهو عاد للبيت .فوصلت للموكب الذي اتفقنا عليه وكان وصولي قبل صلاة الظهر .
سلمت ع الحجي صاحب الموكب وصليت وانتظرت صديقي هناك .
حتى صرت اخدم بنفس الموكب لان عندي وقت واسع كذلك كان الجو لطيف .
سلام الله عليك ياابا عبالله .في حياتك وموتك جنه وحياة وعزة وكرامة .
............
اثناء الفترة التي كنت انتظر بها صديقي .
كان الوقت مابين الظهر والعصر والجو جدا رائع تطغى عليه الحرارة المعتدلة .
كان (الجادر فارغ) الا من شخص نائم (ومتغطّي) واسمعه (يطحر) تطلع منه اصوات تدل على انه يشكي من وجع .؟
فسألت الحجي صاحب الموكب .
شنو اشبيه هذا الرجل .
فقال لي .
هذا المسكين جاي من مسافة مابين الناصرية والسماوة (ومورمة رجليه وعنده اسهال ) ونحن قمنا بخدمته ليلة امس .
(دلكنا رجليه وجلبنا له بعض الدواء) ثم بقى يستريح بموكبنا حتى يشفى . ان شاءالله .
............
انتهى العصر وحان موعد اذان الغروب وصاحبي لم يأتي .
أنا لم اكن تعبان فلم انام مبكراً اما الزوار اللذين وصلو لهذا الموكب فبعد العشاء واكمال الصلاة ناموا بسلام
الا انا بقيت صاحي .وصادف فراشي مقابل فراش الرجل الموجوع .
واشوفه كل ربع ساعة راح يركض للحمام .؟
ثم نعست وسلمت امري الى الله ونمت .
............
رفع اذان الفجر نهض الجميع .جميع الزوار الى أداة الصلاة وانا معهم .
واثناء الوضوء رأيت صاحبي .
ها .بشر شواتأخرت .اجابني كذا وكذا ومشت الامور والحمد لله .
..............
اشوية وطر الفجر .
طبعا خلصنا صلاة . وتناولنا الفطور . كان الفطور منوع .. بيض سلك .طماطة وبيض .حليب وجاي . وجبن مثلث .
نحن اكلنا بيض وصمون وشربنا جاي .
وقبل ان نهم بالمسير الى كربلاء المقدسة .
نهض الرجل المصاب .وكأنه تعافى .فأقبل للمطبخ لتناول الفطور .
هاولك هذا عبد الرحمن .
.........
ها . رحمن شتسوي هنا .جنك وحده توها تريد تولد تطحر الليل كلّه.
فقال .
ياخوية هاي اول مرة تورم .رجليه واول مرة آكل الكثير ومن كل شيء يصادفني .
وهاي النتيجة .
وهسة اشلونك .فقال ماادري يمكن صرت زين .؟
.............
جاوين زاخو والفاو .
فقال .ماادري .انا لما قلتها كنت صادق ولازلت اتمنى ان امشيها واعرف نفسي لكن رجلية خذلتني هاي المرة .؟
ثم قال .الظاهر لم يفعلها الا الابطال العاشقين الى امامنا عليه السلام واللذين يقولون للعالم هانحن هنا لايهمنا حر ولابرد
ولاتعب المسير عند ركب المصائب اذا وقعت فأحذروا يامخالفين .
فقلت له .
راح القبك بلقب ابعاده حسب عقليتي والله اعلم .
فقال لي .وماهو اللقب .
قلت له اسميك رحمن زاخو .
فقال وماهي الابعاد التي بعقلك .
قلت له .حسب عقليتي مادام انك صادق النية عاشق الامام ع لربما يسجلها لك الله مسافة
من زاخو الى كربلاء .
فاجابني اتشرف بهذا اللقب .
واليوم لو جاء احدكم الى منطقتنا لايسأل عن عبدالرحمن لربما يصعب الوصل له .
لكن اسال عن بيت ابوزاخو .
سرعان مايدلك اي واحد تسأله .