يتناول الباراسيتامول بشكل شائع لتسكين الآلام من قبل أكثر من نصف النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم لتخفيف الألم وتقليل الحمى أيضاً، لكن لهذه المادة المسكنة مخاطر لا تحمد عقباها.
فقد حذر خبراء مؤخراً من هذا المسكن، لافتين إلى أن على النساء تجنب تناوله أثناء الحمل كلما أمكن ذلك، لأنه يزيد من خطر إصابة الطفل بمشاكل صحية في وقت لاحق من الحياة، بما في ذلك مشاكل في مستوى الذكاء والنطق.

وأفاد مقال نشر على موقع Nature Reviews Endocrinology بأن الضرر المحتمل الناتج من عدم تقييد استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل الآن كبير جداً.
وقام فريق دولي من الخبراء بتقييم سلبيات وإيجابيات الباراستامول عبر مراجعة دراسات يعود تاريخها إلى 26 عاماً، وفق ما ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية.



أقل جرعة ممكنة

إلى ذلك، أوضح الخبراء أن على النساء الحوامل التخلي عن استخدام الباراستامول ما لم يُطلب منهن طبياً تناوله، كما يجب عليهن تقليل مخاطر ذلك باستخدام أقل جرعة فعالة لأقصر وقت ممكن.
ومع ذلك، ينقسم الخبراء حول مصداقية هذه النتائج، وما إذا كانت العيوب والمخاطر المحتملة تفوق فوائد الباراسيتامول.
بدورها، قالت البروفيسور شانا سوان، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي، نيويورك، مؤلفة الدراسة، إن الباراستامول مادة كيميائية تعطل الغدد الصماء رغم أنه لم يتم اعتبارها كذلك لفترة طويلة، مشيرة إلى أنه لم يتم اختبارها بدقة.
وأوضحت أن هذه المادة تخفض هرمون التستوستيرون لدى الرجال كما تعطل عمل الغدد الصماء.
يؤثر على الذكاء والنطق
إلى ذلك، كشف المقال أن هناك مجموعة كبيرة من الأدلة تشير إلى أن الباراسيتامول يعطل التطور التناسلي للحيوانات والبشر.
وأضافت المؤلفة المشاركة آن باور من جامعة ماساتشوستس لويل أن أدلة قوية تشير إلى أن مخاطر الاضطرابات النمائية العصبية (neurodevelopmental disorders) في الجنين خلال الحمل قد تزيد.
كذلك، بيّنت أن الاضطرابات التي تم تحديدها كانت في المقام الأول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكنها تشمل أيضاً اضطراب طيف التوحد، وتأخر النطق، وانخفاض معدل الذكاء واضطرابات السلوك". وقالت إن "هذا أمر مقلق بشكل خاص لأن عدداً كبيراً من النساء يأخذن الباراسيتامول".




قلق لا داعي له

في المقابل، يختلف بعض الخبراء مع نتائج هذه الدراسة، حيث قال البروفيسور ستيفن إيفانز، أستاذ علم الأدوية الوبائي، في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إن "استخدام الباراسيتامول شائع للغاية، وكما هو الحال مع جميع الأدوية التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية، فإن دراسة آثاره أمر صعب وبالتالي يمكن أن تكون عرضة لعدد من التحيزات".
يذكر أنه تم تسويق الباراسيتامول في المملكة المتحدة لأول مرة في عام 1956 وتم تسويقه لأول مرة تحت الاسم التجاري بانادول وكان متاحاً فقط بوصفة طبية حتى عام 1959.
كذلك، كان يُعتقد في البداية أنه غير ضار وليس له آثار جانبية، لكن بعض الدراسات الحديثة أشارت إلى خلاف ذلك وربطته بمشاكل طويلة الأمد على الأجنة.