" بين حضورين ومسيرين "
الحضور في لقاء أربيل ( للسلام والاسترداد ) والحضور في احياء الأربعين ، المسير الى الكيان الصهيوني من خلال أربيل والمسير الى الإمام الحسين (ع) من خلال زيارة الأربعين .
لكل حضور ومسير أهداف وانصار واتباع .
الحضور والمسير في أربيل له أهداف واتباع وبرامج ، كلما تمر الأيام فأن الأهداف تتضح اكثر والاتباع تتزايد أعدادهم والبرامج تتسع مساحتها وجغرافيتها . حتى اصبحت مفردات هذا الحضور والمسير تطرق أسماعنا وتكسر حواجز الغربة التي يفرضها عليها قاموس مفرداتنا، وتزحف بهدوء ودقة لتتمكن من تهيئة الارضيّة المناسبة حتى يكون حضور ومسير أربيل في قادم الأيام في بغداد وتتدافع وتتنافس الطبقة الاجتماعية الاولى في المجتمع للفوز بتلقي بطاقة دعوة الحضور .
وفِي المقابل فإن الحضور والمسير الى الامام الحسين (ع) من خلال زيارة الأربعين يواجهان تحديان سابقاً وحالياً موقفين ؛ الاول حكومي يتكيف مع الزمان بحيث يؤدي مهمته المتمثّلة بايقاف هذا المسير والحضور وفِي الحد الأدنى التقليل منه الى اقل مستوى ممكن ، والآن جائحة كورونا او أسباب اخرى كانت هي اللافتة التي من خلالها تمنع الحكومة القائمة ملايين الاتباع الحسينيين من هذا المسير والحضور . والثاني يتمثل بالحملات الإعلامية على مستويين الاول التوهين والتشكيك وعدم جدوائية هكذا مسير وحضور ، والثاني الترويج لنوع من الخطاب والسلوك والتصرفات الفردية داخل المسيرة لا تتناسب مع أهدافها ، بما يؤدي الى تصاعد الدعوات هنا وهناك بضرورة إصلاح وترشيد وتقنين وتنظيم .... الخ مسيرة الأربعين .
وبما ان الذي يتصدى لهكذا مهمة غير موجود فعلا ، حينها يأتي الطرح المُتمظهر بالتلقائية والقائم على أساس اعادة النظر بهذه المسيرة ، وبالتأكيد هذه مقدمة كبرت أم صغرت إنما الهدف من ورائها اعادة النظر بأصل الثقافة الحسينية .
علماً ان الهدف الحقيقي الذي يقف خلف تلك الدعوات هو تهيئة الطريق لثقافة الحضور والمسير باتجاه الكيان الصهيوني وتقزيم دور الإسلام في حياة المجتمع العراقي وإطفاء جذوة الرفض والثورة الذي تمثلها الثقافة الحسينية .
نحن الجمهور العام ليس لدينا من وسيلة دفاع او تحصين ضد الاختراق من قبل الآخرين سوى الالتفاف حول الإسلام عموماً والثقافة الحسينية خصوصاً ، نعم هي وحدها التي ترسم الخط الفاصل بين مشروع الديانة الإبراهيمية والإسلام الخاتم ، وهي التي تجعلنا ان ننظر الى الإسلام بانه دين ووطن وحرية وثبات ورفض ، والى محاولات ولقاءات تقف خلفها امريكا وكيانها الغاصب واذنابها في المنطقة بان ذلك عمالة وبيع للاديان والاوطان والإنسان .
هذه اللقاءات المشبوهة على حجمها المحدود ولكنها عبارة عن كسارات