صورة أرشيفية
تمر اليوم الذكرى الـ74 على إعلان وزير المستعمرات البريطانى آرثر كريتش جونز، قرار انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين، وذلك قبل شهرين من صدور قرار الأمم المتحدة، بتقسيم فلسطين فى نوفمبر 1947، وبعد إعلان بريطانيا أنها ستنهى انتدابها فى فلسطين لم يكن يخلو الأمر من تواطؤ، فقد اتفق البريطانيون سراً مع اليهود على أن يحلوا محلهم فى فلسطين بعد إنهاء الانتداب.
وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، كان الانجليز عوناً لليهود فى تحقيق مآربهم، حيث قاموا بتدريبهم خلال فترة الانتداب ومدهم بالسلاح، وكلما انسحبوا من منطقة فى عام (1948م) سلموها إلى اليهود، وانتهت هذه الفترة من عام (1948م) والتى سميت بنكبة عام (1948م) باحتلال اليهود لمعظم أراضى فلسطين وتهجير مواطنيها باستثناء غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية.
فاستعد اليهود لهذا اليوم واستوردوا العتاد والسلاح وأقاموا المعاقل تحت سمع وبصر البريطانيين، بل وبدعم منهم، كما أن البريطانيين مع إنهاء انتدابهم سلموا لليهود مدينة حيفا ومع انتهاء الانتداب كانت بداية النكبة فى 15 مايو 1948، وكان العرب قد اتفقوا على دخول فلسطين بجيوشهم حال انسحاب البريطانيين ليعيدوها إلى أهلها ويخرجوا اليهود، على أن سياسة العرب فى هذه المسألة المصيرية الخطيرة كانت متخاذلة.
فلم تتحرك الجيوش العربية إلا بعد خروج الإنجليز وتسليم فلسطين لليهود، كما كانت هذه الجيوش ينقصها العتاد والسلاح والقيادة الصالحة الموحدة والتعاون الحقيقى مما أدى لهزيمتها أمام شراذم اليهود المنظمة والمترابطة، على أن الجيش المصرى قد أدى واجبه كاملاً، وبرهن على بطولته فى ميدان القتال رغم نقص السلاح والمؤن وافتقاد الخطط الحربية، وقد أبدى المتطوعون من المصريين شجاعة فى القتال، بقى أن نذكر أنه قبل انتهاء الانتداب البريطانى بيوم واحد، أى فى 14 مايو، كانت أمريكا قد اعترفت بالدولة الصهيونية، فكانت أول دولة تعترف بها، وهذا الاعتراف شكل نصراً معنوياً ومادياً وحافزاً لليهود