فريق العلماء تمكن من رصد جزء من "الباريونات" المفقودة، عبر الرياح المتنقلة بين المجرات (الفرنسية)
اكتشف فريق علماء فرنسي من المركز الوطني للبحث العلمي و"جامعة ليون 1″ (University Lyon 1) -بالتعاون مع عدد من مراكز البحث الدولية- بعض الجزيئات المفقودة في تركيبة الكون.
وفي تقرير نشرته صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية، يقول الكاتب أنطوان بو إن العلماء الذين يدرسون تركيبة الكون يواجهون منذ سنوات عديدة مشكلة كبيرة، حيث يعرفون أن المجرات تتكون من مادة مظلمة ذات تركيبة غير معروفة، ومن مادة تُعرف بـ"الباريونات"، وهي جسيمات شبيهة بالبروتونات والنيوترونات التي تشكل كل شيء من حولنا، لكن من ناحية عملية لم يكن من الممكن رؤية تلك الجسيمات.
ويؤكد الكاتب أن فريقا من العلماء تمكن أخيرا من حل جزء من اللغز، وقد نُشرت نتائج البحث الجديد أول أمس الخميس في دورية "مانثلي نوتيسز أوف رويال أسترونوميكال سوسيتي" (Monthly Notices of Royal Astronolical Society).
وحسب بيان صحفي أصدره المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي "سي إن آر إس" (CNRS) في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن "إحدى المشاكل الرئيسية في فهم تكوين المجرات هي أن حوالي 80% من الباريونات التي تشكل المادة الطبيعية مفقودة. ووفقا للنماذج، تنتقل الجزيئات من المجرات إلى الفضاء الخارجي بفضل الرياح المجرية الناتجة عن انفجارات النجوم".
الجزيئات تغذي -إلى حد ما- عملية تكوين المجرات (المركز الفرنسي للأبحاث العلمية)
كيف تنتقل الجزيئات؟
وحسب الدراسة، فإن الفرق بين أن عدد الجسيمات التي تحددها النماذج النظرية والتي ترصدها الملاحظات الملموسة، سببه طبيعة حركة المادة إلى خارج المجرة، حيث تتشكل أنواع الرياح بين المجرية من الغاز والغبار النجمي.ويوضح الباحث نيكولاس بوشيه -أحد المشاركين في الدراسة- أن الجزيئات "تغذي -إلى حد ما- عملية تكوين المجرات". ويحاول بوشيه وزميله يوهانس زابل منذ 7 سنوات الحصول على صور توضح طبيعة هذه الظاهرة.
وقد استخدم الباحثون مقياس الطيف "ميوز" (MUSE)، وهو جهاز قادر على تفصيل إشعاع النجوم الذي تم التقاطه بواسطة أكبر تلسكوب تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي " إي إس أو" (ESO)، وقد اختاروا مجرة "غال 1" (Gal1).
ويقول بوشيه "كنا نفترض أن ريحا كانت تتشكل حولها، دون أن نكون متأكدين". وقد قدمت نتائج الدراسة -التي نشرت أول أمس الخميس- دليلا على ذلك، وجعلت العلماء يؤكدون أن "80 إلى 90% من المادة الطبيعية تقع خارج المجرات".واستطاع الفريق لأول مرة من خلال الدراسة رصد جزء من "الباريونات" المفقودة، عبر الرياح المتنقلة بين المجرات، وهو ما أكد التخمينات السابقة، وأضاف تفسيرا جديدا لأحد ألغاز الكون الأكثر تعقيدا، حسب تعبير الكاتب.