- عالجي الأسباب الكامنة وراء قصر قامة طفلك
لا تتعلّق مشكلة قصر القامة لدى الأطفال دوماً بالوراثة، بل ثمّة عوامل عدّة مسؤولة في هذا المجال أبرزها أسلوب الحياة والإصابة ببعض الأمراض والنقص في هرمون النمو ومشكلات الغدّة الدرقية، ويمكن في حال تداركها في سنّ صغيرة أن يزداد الطول. لذا، يجدر بأولياء الأمور متابعة نموّ طول أطفالهم، لأنه كلّما تمّ اكتشاف أي انحراف في الرسم البياني للطول الخاص بالطفل في وقت مبكر، كلما ازدادت فرصه لينمو بشكل أفضل مع الحدّ من تأثير أي حالة مرضية كامنة على صحته.
وعلى هامش المؤتمر الصحافي الذي أقيم في بيروت أخيراً حول مشكلات النمو الذي أشار إلى وجود حالات قصر قامة كثيرة بين الأطفال في الدول العربية؛ لإهمال الأهل هذه المشكلة واعتقادهم أنّها تتعلّق بالوراثة حصراً، التقت «سيدتي» الاختصاصية في أمراض الغدد الصمّاء لدى الأطفال الدكتورة بشرى برو، وكان معها الحوار الآتي نصّه:
ما أهميّة الوقاية في مجال نموّ الطول؟
تعدّ الوقاية ضروريّة للغاية لتدارك أية مشكلة صحيّة وتلافي سلبيّاتها أو مضاعفاتها. والاكتشاف المبكر في مجال نموّ الطول هام جداً، لأنه كلّما تمّ الاقتراب من سنّ البلوغ، كلّما تدنّت نتائج العلاج، إلى أن تنعدم كليّاً بعد البلوغ، علماً أن مشكلات الطول تتسبّب بمضاعفات نفسيّة للأطفال، خصوصاً عندما توجّه إليهم انتقادات من قبل أقرانهم.
هل يمكن تحديد النمو الطبيعي ومراحله لدى الأطفال من الجنسين؟
ينمو الطفل عموماً بين سنّ صفر وسنة نحو 25 سنتمتراً، أمّا في سنته الثانية فيزداد طولاً نحو 12 سنتمتراً، وابتداءً من سنته الثالثة وحتى مرحلة ما قبل البلوغ ما بين 5 إلى 6 سنتمترات في خلال السنة الواحدة.
متى يتوقّف نموّ الأطفال الطبيعي؟
يمكن للإناث أن يكتسبن نحو 10 سنتمترات إضافيّة قبل بلوغهنّ بأشهر قليلة، وما بين 3 و5 سنتمترات كحدّ أقصى بعد الدورة.
أمّا الذكور فتحصل لديهم أيضاً زيادة سريعة في النمو Pubertal Peak لكن بعد البلوغ، وتتراوح عادةً ما بين 10 إلى 15 سنتمتراً.
ما هي العوامل المؤثّرة على نموّ الطول؟
ثمّة عوامل عدّة ومجتمعة تؤثّر في عملية نموّ الطول، وهي:
> العامل الوراثي.
> العامل النفسي، حيث أجريت دراسات على مجموعة من الأطفال الذين وضعوا في عائلات غير عائلاتهم، فأصيبوا بنقص في النمو بدون أن يكون هناك مشكلة في إفراز الهرمون الخاص بالنمو.
> أسلوب الحياة (السهر لساعات طوال والإرهاق ونوعيّة الغذاء... ).
> الإصابة بأمراض مختلفة، كأمراض الكلى والكبد وسوء الامتصاص.
> النقص في هرمون النمو ومشكلات الغدّة الدرقية.
إلى أي حدّ يمكن التحكّم بهذه العوامل المؤثّرة بالنمو؟
إن التحكّم ممكن بالطبع في ما يخصّ أسلوب الحياة، وذلك عبر الاعتماد على نوعيّة الغذاء الجيدة واحترام الهرم الغذائي، مع النوم المبكر لأنّ هرمون نموّ الطول يتمّ إفرازه بكميّات أكبر خلال النوم العميق في الليل. أمّا بالنسبة للأمراض العضوية، فالعلاجات المبكرة ضرورية لكل حالة.
ولكن, لا يمكن التحكّم بالعامل الوراثي، مع التأكّد ما إذا كان النقص في نموّ الطول لدى الطفل يعود إلى أسباب وراثية حصراً، من خلال استشارة الطبيب المتخصّص. في حين أن العامل النفسي يمكن تداركه بالالتفات إلى الطفل وحاجاته النفسية الدقيقة.
وتبقى مسألة النقص بالهرمون التي يسهل علاجها بواسطة الأدوية المناسبة لكل حالة.
متى يجب أن تعتبر الأمّ أن نموّ الطول لدى طفلها غير طبيعي؟
عند زيارة طبيب الأطفال لأي سبب كان، يجب أن يتمّ قياس طول الصغير ومقارنته بمخطّط الطول لتحديد ما إذا كان الطفل ينمو بالشكل الطبيعي والسليم.
ما هي الفحوص المطلوبة، في حال الاشتباه بمشكلة في نموّ الطول؟
في حال وجود مشكلة ما، يتمّ إجراء فحوص عامّة، من تحاليل دم مختلفة وصورة للكف لليسرى
Bone Age التي باتت معروفة لتحديد سنّ العظام ومقارنتها بالسنّ الطبيعية للطفل. فإذا كان الفارق بين سنّ العظام والسن البيولوجي للطفل يزيد عن سنتين، يمكن الاستنتاج وجود مشكلة تستدعي العلاج.
هل يمكن القول إنه يمكن منح الطفل بعض الطول الإضافي؟ وحتى أيّ سن يمكن تلقّي العلاج؟
من الممكن إيصال الطفل إلى الطول الطبيعي في حال تمّ العلاج في وقت مبكر، أي ابتداء من 3 سنوات حتى ما قبل البلوغ، وكلّما كان العلاج مبكراً كلّما كانت النتائج أفضل.
في حال ثبت أن هرمون النمو هو المشكلة التي تعوق نمو الطفل، فكيف يتم إعطاؤه؟
في حال ثبت وجود نقص في هرمون النمو، فالعلاج يكون عن طريق حقن تحقن تحت الجلد تعطى يومياً عند المساء لتعويض هذا النقص، وذلك ابتداءً من سن التشخيص وحتى اكتمال نموّ العظام.
هل من أطفال لا يمكن لهم الاستفادة من العلاج بهرمون النمو؟
إن نسبة الأطفال الذين لا يمكن أن يستفيدوا من العلاج ضئيلة للغاية لا تتجاوز الـ1 %، وهي تتعلّق بمن تفرز أجسامهم مضادات تجاه هرمون النمو.
هل العلاج بهرمون النمو آمن؟
العلاج بهرمون النمو آمن ويتمّ التداول به منذ مدّة طويلة، بدون تسجيل مضاعفات أو سلبيّات تذكر، كما أن تناول هذا الهرمون لا يتسبّب بالإصابة بأمراض سرطانية كما هو شائع. لكنّ المصاب بالسرطان لا يمكنه تلقّي العلاج بالهرمون، لأنه يمكن أن يتسبّب بزيادة حجم الورم السرطاني لديه.
كما أن العلاج بهرمون النمو لا يسبّب الإصابة بمرض السكري أبداً، وهذا الأمر مبني على دراسات عدة أثبتت أن نسبة حدوث السكري لدى الأطفال الذين يتناولون علاج الهرمون متساوية مع من لا يتناولونه.
Captions
ينمو الطفل عموماً بين سنّ صفر وسنة نحو 25 سنتمتراً، أمّا في سنته الثانية فيزداد طولاً نحو 12 سنتمتراً، وابتداءً من سنته الثالثة وحتى مرحلة ما قبل البلوغ ما بين 5 إلى 6 سنتمترات في خلال السنة الواحدة.