مفهوم اللياقة القلبية التنفسية
اللياقة القلب ية التنفسية “Cardiorespiratory fitness”، تتمثل في قدرة الجهاز الدوري في جسم الإنسان على استنشاق الأكسجين من الهواء ونقله عن طريق الدم لجميع خلايا وعضلات الجسم لكي يقوم بإنتاج الطاقة، وتحدد هذه القدرة على حسب اللياقة البدنية لكل شخص وقيامه بممارسة التمارين البدنية بصورة منتظمة والتركيز بشكل خاص على الأنشطة البدنية الهوائية، أو ما يٌعرف باسم “Aerobic Exercise”، التي تحتاج لكميّة كبيرة من الأكسجين لإنتاج الطاقة في الجسم، ومن أهم هذه الأنشطة المشي ، والسباحة.[1]
قياس اللياقة القلبية التنفسية
يتمّ قياس اللياقة القلبية التنفسية من خلال اختبار الجري أو المشي لمسافة 1200 متر، كما تعتبر هذه الطريقة من الطرق غير المباشرة لقياس اللياقة، حيثُ يتمّ تحديد كميّة الأكسجين المستهلك في مسافة المشي لمدّة 3 كم
أو عن طريق اختبار الجرى أو المشي لمسافة 1600م، كما لا بدّ من قياس المدّة الزمنية اللازمة لقطع مسافة ما جرياً أو مشيًا، أمّا الطريقة المباشرة لقياس اللياقة القلبية التنفسية تكون من خلال قياس تبادل الغازات خلال عملية التنفس أثناء المشي على جهاز السير المتحرك أو على دراجة الجهد البدني أو عن طريق جهاز مجاهد اليدين.[2]
عناصر اللياقة البدنية
تعتبر أنشطة اللياقة القلبية التنفسية من العناصر الأساسية للياقة البدنية، التي تشمل على عدّة عناصر أخرى ومن هذه العناصر ما يلي :[3]
- القوّة العضليّة: تتمثل في قوة العضلات على تحمل أقصى جهد ممكن.
- التّحمّل العضلي: المتمثلة في قٌدرة العضلات على تحمل التعب والإرهاق الشديد مع القدرة على الاستمرار.
- مرونة الجسم: وتقاس بتقدير نطاق الحركة حول المفاصل.
- بنية الجسم: ويتمّ تحديها من خلال معرف نسبة الدهون في الجسم .
تنمية اللياقة البدنية
يبحث الكثير من الأشخاص عن الأنشطة التي تنمي اللياقة القلبية التنفسية، للوصول إلى أعلى درجات اللياقة البدنية التي تحتاج إلى المواظبة على التمارين الرياضية ولتحقيق ذلك يجب اتباع الإرشادات التالية: [4]
- الحفاظ على تكرار التمارين من خلال الانتظام في ممارسة الرياضة أكثر من مرة في الأسبوع.
- يجب الحرص على زيادة مدّة التمرين بالتدريج لأنّ ذلك يساعد في رفع اللياقة البدنية.
- يجب مراعاه تغير التمرين وعدم الاستمرار على نفس التمرين لفترة طويلة لأنّ ذلك يُضعف من العضلات ويصبها بالكسل.
- يتطلب منك الأمر لكي تحصل على أعلى مستوى من اللياقة البدنية الحرص على ممارسة تمارين المقاومة العالية التي تعطي الجسم التوازن والقوة على تحمل أي حجم من الأوزان أو أي نوع ضغط، وذلك لأنّ هذه التمارين من أكثر العوامل التي ترفع من اللياقة البدنية.
- يجب عليك وضع نفسك تحت ضغط كبير عن طريق ممارسة بعض التمارين القاسية، لذا عليك ممارسة التمارين الخاصة بتدريب المتواتر عالي الكثافة، حيثُ تساعد هذه التمارين في ارتفاع معدل حرق الدهون في الجسم وزيادة عضلات القلب مما يُحسن من عملية التنفس بطريقة سليمة.
لقد أثبت هذه التمارين نجاحها في جميع الحالات التي تمّ استخدامها لها وخاصة الأشخاص الذي تتخطى أعمارهم سن الأربعين، حيثُ جعلتهم أكثر قوة ونشاط وحيوية بالإضافة إلى قدرتها على حرق الدهون مما يساعد في التخلّص من الوزن الزائد.
كما يوجد العديد من التمارين الأخرى التي يجب عليك ممارستها لرفع مستوى اللياقة البدنية مثل تمارين القفزات المرتفعة، حيثٌ تساعد هذه التمارين على زيادة حركة الجسم وتعمل أيضًا على شد العضلات مما يعمل على رفع مستوى اللياقة القلبية ويحسن القدرة على التنفس بطريقة صحيحة.
حديثًا أصبحت ممارسة رياضة الرقص من التمارين التي تستخدم لرفع اللياقة القلبية لأنّه يتمّ تحريك كل أجزاء الجسم فيها بطريقة سريعة مما يمد عضلات القلب بالطاقة التي تساعد في التنفس بطريقة سليمة.
ولكى تحصل على أعلى درجات اللياقة القلبية يجب أنّ تكون شخص محب للتمارين الرياضية، وقادر على ممارستها في أي وقت للوصول إلى درجة عالية من اللياقة البدنية القلبية يتطلب منك الأمر التوقف عن التدخين.
أهمية اللياقة القلبية التنفسية
تساعد المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية وخاصة التمارين الهوائية أو ما يُعرف بتمارين التَحمٌّل على تحسين وظائف الجهاز التنفسي ووظائف القلب أيضًا، وذلك لأنّ هذه التمارين تحدث تغيرًا فسيولوجيا حادة، وتُحدث أيضًا تغيرات فسيولوجية على المدى الطويل نتيجة تكيف الجهاز التنفسي والقلب على هذه التمارين، ومنها ما يلي:
- ازدياد حجم النبضة: خلال فترة الراحة وأيضًا أثناء التمارين الناتج عن زيادة حجم القلب والبطين الأيسر على وجه الخصوص الأمر الذي يقوي عضلة القلب ويحسن من قدرتها على ضخ الدم، وينتج عن ارتفاع حجم النبضة زيادة القيم القصوى للنتاج القلبي.
- انخفاض معدل نبضات القلب: يحدث ذلك خلال فترة الراحة، وذلك نتيجة زيادة نشاط وفاعلية القلب مع كل انقباض الناتج عن زيادة حجم النبضة، الذي يجعل القلب يضخ كميّة كبيرة من الدم بعدد قليل من النبضات من أجل الحفاظ على قيم النتاج القلبي خلال فترة الراحة، الأمر الذي يقلل من الجهد الذي تبذله عضلة القلب خلال فترة الراحة وبذلك يقل استهلاك عضلة القلب للأكسجين.
- ارتفاع القدرة الأوكسجينية القصوى: وذلك نتيجة زيادة النتاج القلبي، وتحسين قدرة العضلات في استخلاص أعلى نسبة من الأوكسجين في الدم.
- ازدياد قوة العضلات التنفسية: وزيادة قدرتها على تَحمُّل الضغط ومقاومة الإجهاد مما يساعد على تحسين وظائف الرئة.
كما تساعد ممارسة تمارين اللياقة التنفسية على الوقاية من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب التاجية مما يساعد في خفض معدل الوفيات الناتج عنها، كما تساعد أيضًا التمارين التنفسية في زيادة التحمل القلبي التنفسيى والقدرة على القيام بالعديد من المهام اليومية دون الشعور بجهد وخاصة بين الأشخاص التي تتراوح أعمارهم ما بين 50 إلي 80 عام وهذا ما أكدته إحدى الدراسات التي تمّ إجرائها في عام 2015.[5]
فوائد أداء التمارين في الصباح
فترة الصباح من أفضل الأوقات التي من المستحب ممارسة تمارين اللياقة البدنية، لكي يبدأ الجسم يومه بالحيوية والنشاط، كما يٌعدّ هذا الوقت من الأوقات التي يكون الجسم فيها أكثر استجابة لجميع العوامل الخارجية التي تؤثر عليه، كما أنّ ممارسة التمارين في الصباح له العديد من الفوائد الصحية ومنها ما يلي:
- تساعد ممارسة تمارين اللياقة في الصباح على رفع معدل حرق الدهون في الجسم، وذلك لأنّ نسبة السكر في الدم تكون منخفضة أكثر من أي وقت أخر.
- تؤثر هذه التمارين على جميع معدلات الأيض حيث تساعد في رفع مستواها في الجسم خلال في فترة التمارين حتَّى مع إيقاف التمرين تظل في معدل مرتفع.
- تساعد ممارسة هذه التمارين في الصباح على استرخاء الجسم مما يعمل على تحسين الحالة النفسية للإنسان نتيجة تخلص الجسم من نسبة كبيرة من الدهون وزيادة طاقة الجسم أيضًا.
- كما تكون الأندية الرياضية في الصباح هادئة وغير مزدحمة، حيثٌ تتيح لك فرصة ممارسة التمارين الرياضية في أسرع وقت ممكن