في جحر الأرنب الأبيض.. عودة أبطال "ماتركس 4" لمواجهة الذكاء الاصطناعي
لا نستطيع أن نجزم على وجه التحديد إن كان ريفز يقوم بشخصية مختلفة أم أنه هو "نيو" لكنه يقاوم ذكرياته من خلال تناول حبات من العقار الأزرق


ارتفعت درجة الترقب والتشوق لدى الجمهور بعد طرح الإعلان الدعائي لفيلم "ماتركس 4" (مواقع التواصل الاجتماعي)
بعد قرابة العقدين على طرح الجزء الثالث من سلسلة أفلام الحركة الشهيرة "المصفوفة" (The Matrix) تعود الأختان واتشوسكي بالجزء الرابع والمنتظر عرضه في قاعات السينما ومنصة "إتش بي أو" (HBO) الإلكترونية في ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.
وكان الجزء الأول من الفيلم قد ظهر في عام 1999، ثم أعقبه جزءان آخران عام 2003، وتدور حبكته الرئيسية حول عالم افتراضي قام ببنائه ذكاء اصطناعي مستقبلي بهدف استعباد البشرية.
ارتفعت درجة الترقب والتشوق لدى الجمهور بعد طرح الإعلان الدعائي للفيلم الذي يظهر فيه بطله الشهير كيانو ريفز بملامح شكلية تشبه إلى حد كبير شخصية "جون ويك" التي يلعبها ريفز في سلسلة أفلام الأكشن الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، ما الذي نعرفه عن الفيلم حتى الآن؟ وما الذي يخبرنا به الإعلان الدعائي؟

أين ذهب نيو؟

يبدأ الإعلان التشويقي للفيلم بمشهد يجمع بين بطل الفيلم "نيو" (كيانو ريفز) بلحية وهيئة تشبه إلى حد كبير شخصية "جون ويك" التي يلعبها ريفز في الفيلم الشهير "جون ويك".
يجلس "نيو" قبالة طبيب نفسي يقوم بدوره نيل باتريك هاريس الذي اشتهر بدوره في المسلسل الكوميدي "كيف التقيت أمكم؟ (?How I Met Your Mother)".
يخبر ريفز -الذي يظهر هنا باسم "هاريس"- الطبيب النفسي عن حلم يراوده يلمح فيه إلى ماضي "نيو" كرئيس لحركة مقاومة في حالة حرب مع الذكاء الاصطناعي في المصفوفة، ويبدو هنا أن "نيو" يجهل حقيقة ماضيه ويظهر كشخصية أخرى، ولا يعرف أن العالم الذي يعيش داخله هو محاكاة متطورة صنعها الحاسوب.
وفي مشهد آخر، نراه داخل مصعد كهربائي ينظر إلى الأعلى، وعلى ما يبدو يشك في حقيقة ما يراه، فيما نستطيع نحن أن نميز أن سقف هذا المصعد هو في الوقت نفسه قاعدة منضدة يجلس عليها بعض الأشخاص لا نتبين ملامحهم.


هل التقينا من قبل؟

نظرا لأن "نيو" يلقى حتفه في نهاية الجزء الثالث من الفيلم "ثورات المصفوفة" (The Matrix Revolutions) فإنه يمكننا أن نعتقد أن ريفز يلعب هنا في الجزء الرابع شخصية مختلفة أو بديلة من الشخصية الأصلية، والأمر نفسه ينطبق على شخصية "ترينتي" (تقوم بدورها كاري آن موس) والتي على ما يبدو لا تتعرف على ريفز عندما تصافحه في أحد المشاهد بالإعلان.
لا نستطيع أن نجزم على وجه التحديد إن كان ريفز يقوم بشخصية مختلفة أم أنه هو "نيو"، لكنه يقاوم ذكرياته من خلال تناول حبات من العقار الأزرق التي نشاهدها في مشهد آخر، في الجزء الأول من الفيلم تعرض على "نيو" حبة من هذا اللون من شأنها أن تسمح له بالعودة ومواصلة حياته السابقة ومحو أي أثر للمحادثات التي دارت بينه وبين مورفيوس زعيم المقاومة، فهل هي نفس حبة العقار التي رفض تناولها في الجزء الأول؟


في جحر الأرنب الأبيض

في الجزء الأول بطبيعة الحال اختار "نيو" أن يأخذ الحبة الحمراء التي تسمح له بالتعمق في حفرة الأرنب، على حد تعبير مورفيوس، في إشارة إلى قصة "أليس في بلاد العجائب" من تأليف لويس كارول، تظهر قصة "أليس في بلاد العجائب" بشكل متكرر خلال السلسلة كثيمة مجازية متكررة، أما الكتاب نفسه فيظهر لثوانٍ في الإعلان الدعائي للجزء الرابع.
على ذراع إحدى الشخصيات الأخرى -التي تظهر في الإعلان الدعائي والتي لعبتها الممثلة البريطانية الصينية جيسيكا هنويك- نرى وشما على شكل أرنب، في إشارة إلى الأرنب الأبيض من قصة "أليس في بلاد العجائب"، وفي الخلفية يمكننا أن نسمع موسيقى "الأرنب الأبيض" لجيفرسون، وهي قطعة موسيقية صدرت عام 1967 مستوحاة من كتاب كارول أيضا.
المزيد من الكونغ فو
ينتهي الأمر بريفز الملتحي بتناوله الحبة الحمراء التي على ما يبدو أيقظت ذاكرته، وأيقظت كذلك براعته في فنون القتال، حيث نشاهده في عدد من المشاهد بالإعلان التشويقي يقوم بحركات الكونغ فو التي اشتهرت بها شخصية "نيو" في الأجزاء الثلاثة السابقة.
في أحد المشاهد نشاهد "نيو" أو توماس في مواجهة مع شخصية جديدة تحمل اسم "عبد المتين الثاني"، والتي لها العديد من سمات شخصية مورفيوس، فيما يبدو أنه قد يكون نسخة أصغر سنا أو ربما قد يكون هو نفسه ابن مورفيوس.
علامة ماتريكس التجارية
في حين أن الأجزاء الثلاثة الأولى كانت من إخراج لانا واتشوسكي برفقة شقيقتها ليلي إلا أن الجزء الرابع هو من إخراج لانا وحدها، ومع ذلك لا يبدو أن وجود إحدى الشقيقتين وحدها وراء الكاميرا ذو تأثير كبير على ثيمة الفيلم المميزة وأحداثه السريعة ومشاهد الحركة المميزة.
القطارات والطائرات المروحية والدراجات النارية والسيارات ليست سوى عدد قليل من وسائل النقل التي تركت مليئة بالرصاص وفي مهب الفوضى خلال الإعلان الدعائي، وهو ما يعد المشاهدين بجرعة أكبر من مشاهد الحركة والخدع البصرية المميزة، ومن الثيمات البصرية المميزة للفيلم كذلك هو مشهد السقوط من سطح المباني العالية، والذي يتكرر مرتين على الأقل خلال الإعلان الدعائي.