تواجهنا في قصّة كربلاء ثلاث شخصيّات رئيسة:
الشخصية الأوّلى: الحسين
لم يستسلم للظًّلم، ويصمد حتّى النهاية، إلى أنْ يقتل مع أولاده وأصحابه. إنّه يدفع ضريبة قراره، ولا يرضخ لما رفضه.
فلقد غضَّ عن الماء، ولكنّه لم يغضض عن ماء الوجه.
الشخصية الثانية: يزيد
يريد كلّ النّاس منقادين إليه، يصرّ على رأيه، يذبح سبط الرسول، يفقد ماء وجهه كي يصل لما يريد.
أمّا الشخصيّة الثالثة: عمر بن سعد،
فبحسب رواية التاريخ كان متردداً حتّى اليوم الثامن من محرّم!
إنّه يبغي رضا الله ومتاع الدنيا معاً
يريد الدنيا والآخرة في آنٍ واحد...
يريد أنْ يُرضي الحسين ويزيد معاً...
يريد إمارة الري، واحترام النّاس له في آنٍ واحد.
لا يتنازل عن السلطة، ولا عن السمعة الطيّبة.
أيْ يريد الماء وماء الوجه معاً، ولكنّه في نهاية المطاف يكون الشخص الوحيد الذي لن يصل لأيٍّ من هذه الآمال.
لا ينال شيئاً من السلطة، ولا من السُّمعة الطيّبة.
نحن البسطاء من النّاس لا نملك الجرأة على أنْ نكون كالحسين، ولا نملك القدرة والمِكنة لنكون كيزيد؛ ولكن في داخل كلّ منّا يوجَد أنموذج من عمر بن سعد!
إنّ أكثر ما أخشاه أن أكون كعمر بن سعد.
علي شريعتي
نص فارسي مترجم