المونة – اسماعيل هجلس
الليان أو الملاط ويطلق عليه عند حرفي القطيف المونة ، وهو مصطلح معروف لدى البنائين قديما وحديثا. والمونة مادة أساسية في البناء وتستخدم لربط الحجر أو الطوب أو الطابوق ولملىء الفراغات بينها، والمونة بصورة عامة تصنع على شكل عجينة (بالماء) شبه سائل نوعاً ما (ذات قوام مناسب) وتصبح صلبة حين تجف ، وتتكون من مواد مختلفة مثل الجص أو الطين أو الصلصال أو النورة أوالاسمنت أو خليط من هذه المواد وقد يضاف إليها اي مادة متوفرة كالرمل أو الرماد أو الجص او بقايا الطين او الفخار المتكسر.
قديما كان البناؤون يعتمدون على المواد المحلية لصنع المونة مثل الطين والصلصال قبل أن يتم إستيراد مواد البناء من الخارج. ويوجد في القطيف عدد من المقالع لإستخراج الطين الخويلدي ، أو الأحجار الجيرية والتي تحتاج الى حرق وتنقيع بالماء وتنظيف وتخزين قبل استخدامها ، كما يستخدم الطين البحري أحيانا لنفس الغرض.
وينبغي أن تكون المونة متوافقة مع الحجر والطوب المراد ربطه وقريبة لخواصها الكيميائية. وان تكون قوية ومتماسكة ، وأن تكون مساميتها منخفضة بحيث تكون قدرتها قليلة على إمتصاص الماء وعالية للسماح بالتنفس (خروج بخار الماء) ، لبقاء المبنى مدة طويلة من الزمن.
ومن أهم أسباب تلف المونة في المباني الأثرية والتي تؤدي الى تشققها (عبر الزمن) وبالتالي الى تصدع جدران وقواعد المبنى: إرتفاع أو نقصان حرارة الجو – شدة الرياح المحملة بالأتربة ورذاذ البحر – الرطوبة الشديدة – مياه الأمطار المحملة بالأملاح وثاني اكسيد الكربون والتي تتحول الى حمض الكربونيك القادر على إذابة المونة – التلوث البيئي (عوادم السيارات والمصانع) – تأثير الحشرات والطحالب ومخلفات الطيور وأحيانا الأشجار التي تتسلل الى شقوق المونة.
ولا بأس أن نستذكر بيتا من قصيدة للشاعر شفيق العبادي يقول فيها: “ياسادن الطين القديم تناثرت شرفاته وعفى الزمان الأول”.
المؤرخ اسماعيل هجلس