السيده رقيه (عليها السلام)

أمر اللعين يزيد بن معاوية أن تُسكن السبايا في خربة من خربات الشام، وفي ليلة من الليالي قامت(رضوان الله عليها) فزعة من نومها وقالت: أين أبي الحسين؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال، وارتفع العويل والبكاء.

انتبه يزيد(لعنه الله) من نومه وقال: ما الخبر؟ فأخبروه بالواقعة، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت: «يا أبتاهُ مَن الذي خضّبك بدمائِكَ؟ يا أبتاهُ مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاهُ مَن الذي أيتمني على صغرِ سنّي؟ يا أبتاه مَن بقيَ بعدكَ نرجوهُ؟ يا أبتاهُ مَن لليتيمةِ حتّى تكبر»؟

ثمّ إنّها حضنت الرأس الشريف، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة، فعلى البكاء والنحيب، واستجدّ العزاء، فلم يُرَ ذلك اليوم إلّا باكٍ وباكية.

سلام الله عليك يامولاتي
ورد في زيارتها: «السلامُ عليكِ يا ابنةَ الحسين الشهيد الذبيح العطشان، المرمّل بالدماء، السلامُ عليكِ يا مهضومة، السلامُ عليكِ يا مظلومة، السلامُ عليكِ يا محزونة، تُنادي: يا أبتاهُ مَن الذي خضّبكَ بدمائِكَ، يا أبتاهُ مَن الذي قطعَ وريدك، يا أبتاهُ مَن الذي أيتمني على صغرِ سنّي، يا أبتاهُ مَن لليتيمةِ حتّى تكبر.