منحوتات الجمال الصخرية في الصحراء السعودية تعود لأكثر من 7 آلاف سنة

يرى القيّمون على هذه الدراسة، التي نُشرت تفاصيلها في مجلّة "جورنال أوف أركيولوجيكل ساينس"، في هذا الموقع مثالا على "حقبة في التاريخ القديم كانت فيها جماعات الرعاة شمالي السعودية تتفنّن على الصخور وتصنع هياكل حجرية ضخمة".


منحوتات صخرية في صحراء الجوف السعودية كشف عنها للمرة الأولى في فبراير/شباط 2018 (الفرنسية)
تعود منحوتات صخرية للإبل وغيرها من الجمليات -اكتشفت شمالي السعودية- إلى 7 آلاف سنة مضت على الأقل، أي أنها أقدم بكثير مما كان يعتقد سابقا وقت كشف النقاب عنها قبل بضع سنوات، بحسب ما أفادت دراسة دولية.
وتمثل هذه المنحوتات البارزة البالغ مجموعها 21، التي نقشت في 3 نتوءات صخرية في صحراء الجوف، جمالا بالحجم الحقيقي. وفي عام 2018، قدر علماء آثار أن تكون عائدة إلى بداية عصور أقرب إلينا؛ نظرا لأوجه الشبه مع منحوتات أخرى في موقع البتراء المجاور في الأردن العائد إلى حضارة الأنباط (169 ق.م – 106 م).
واعتمد برنامج بحثي -أطلق في سياق تعاون بين وزارة الثقافة السعودية ومعهد "ماكس بلانك" الألماني للعلوم والتاريخ البشري والمعهد الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا- على مجموعة من التقنيات العلمية مثل تحليلات علامات الأدوات، وتحليل تآكل الصخور والفحص بالكربون المشع لتأريخ هذه الأعمال بدقة، لا سيما أن حالتها تدهورت بشدة على مر السنين، وفق ما جاء في بيان صادر عن معهد ماكس بلانك.
وخلص العلماء إلى أن بعض هذه المنحوتات نقش في الألفية السادسة قبل عصرنا، بواسطة أدوات حجرية وسط سافانا كانت تنتشر فيها الأشجار والبحيرات تحولت لاحقا إلى صحراء.
وتتلاقى كل هذه البيانات مع حقيقة أن المنحوتات صنعت باستخدام الأدوات الحجرية، على أبعد تقدير خلال الألفية السادسة قبل الميلاد.



موقع الاكتشاف الأثري للفن الصخري القديم يقع في محافظة الجوف شمالي غرب المملكة السعودية (الفرنسية)

ويرى القيّمون على هذه الدراسة التي نشرت تفاصيلها في مجلة "جورنال أوف أركيولوجيكل ساينس" (Journal of Archaeological Science) في هذا الموقع مثالا على "حقبة في التاريخ القديم كانت فيها جماعات الرعاة في شمال السعودية تتفنن على الصخور وتصنع هياكل حجرية ضخمة".
ورجح الباحثون أن تكون الجهود التي بذلت لإنجاز هذه المنحوتات الصخرية قد استدعت إرساء سقالات، وجلب الأدوات الحجرية من على بعد 15 كيلومترا من الموقع، وتطلبت عملا جماعيا من الممكن أن يكون جزءا من شعائر سنوية لأحد مجتمعات العصر الحجري الحديث.
وقد تكون هناك رمزية كبيرة لبعض منحوتات الإبل التي تنطوي على دلالات إلى دورة تكاثر مرتبطة -بدورها- بتلك الخاصة بالمواسم الرطبة والجافة.
ويعتبر العلماء أن هذا الموقع كان يكتسي رمزية خاصة لقاطنيه ولم يحددوا ماهيتها بعد، مع تدخلات متعددة على فترة طويلة لتنقيح المنحوتات.
وقالت القيّمة الرئيسة على هذه الأبحاث ماريا غانيان من معهد ماكس بلانك إن "جماعات من العصر الحجري الحديث عادت بانتظام إلى الموقع، مما يدل على أن رمزيته استمرت طوال عدة أجيال".