محمد أبو عبد الله
ظل الشك القديم
”والله ما سلمت الأمر إليه، إلا أني لم أجد أنصاراً، ولو أني وجدت؛ لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه“
أجّلتُ من قدري،
وعدتُ بما مضى
أنا حائرٌ ما بين سخطي والرّضا
هادنتُ إيماني
ولستُ أخولُ الـفوضى بغير الشعرِ أن تتمخضا
لم يُعرِضْ الشكُّ القديم بظلهِ عني
ولم أكُ عن يقينيَ مُعرِضا
للآن أفتحُ في البصيرة شهقة المعنى
وما زال ارتياحي مُغمِضا
كم لحظةٍ عند (الحسين) وجدتني فيها نبيًّا
بالوجود مفوَّضا
وحي (الليالي العشر)
لما كنت أنوي
جاء من أقصى المسافة ريّضا
ينساب دون ترددٍ
وكأنه يتحيّن المسرى على جمر الغضا
هو هكذا الظمأ المُلِحُّ
يحب أن يبقى ضميراً
للحنين معرّضا
لكنّ شيئًا فيَّ يسأل عن معادلتي
وكم كان السؤال محرضا
لم إن حملتُ البحرَ (للحسن الزكي)
تمزقت في الموج أشرعة الفضا
أصطادُ قافيةً
وأكره أنني أصطادها متعمداً
مستعرضا
وأفتش الأضواء
أبحث عن مجازٍ خائفٍ أن لا يكون مروّضا
أوليس هذا نبض (فاطمةٍ)
وتسبيحٌ تنزّل من فؤاد (المرتضى)؟!
فعلامَ هذا القلب ينبض بالحسيـنِ
وبعد للحسن اكتفى أن ينبضا
أولم يمهد للكرامة كل ما فيها
فألهمها اتساعاً أعرضا
وتحمّلت عيناهُ أقنعةً
تخبئُ خلفها عبثاً يضج لينهضا
وطنٌ من الأوجاع
حمله الزمانُ حكايةً
وأرادها أن تُجهضا
هو من تبنى شهقة القدر الحزين
وغيّر الأنفاس في رئة القضا
ضحى
ويا لله لم يكُ مثلهُ عهدٌ
تعوّدَ قلبهُ أن يُنقضا
تعِباً
يهدّئُ في الظروف سوادها
ويمدّ فيها مستراحاً أبيضا
مُترمّضاً
تخفي ابتسامتُهُ جراحَ الكبرياءِ
فلا يُرى مُترمّضا
ويعالجُ الأدوار في الدنيا
وإن كانت وسيلةُ دورهِ أن يمرضا
فهناكَ يسمع ( يا مذل المؤمنين )
وهاهنا لغةٌ تسايرُ مغرضا!
ما الفرق ..
حيث تظل تسألنا الظنون
إذا مضى في الله
هل حقاً مضى