لا تبتئس هذي الحياة كما ترى
لا تستقيمُ فدعْ فؤادك نيّرا

يكفيك أن تحيا ببسمةِ واثقٍ
فيمن أحلَّ الخير فيك وقدّرا

داعب فؤادك كي تزيل شحوبهُ
لابد من صبحٍ يجيؤك مُبهرا

رتل أغاريد الصباح لتائهٍ
تعبت خطاهُ محاولا أن يعبرا

يا أيّها الوجِل الكئيب أما ترى
أنَّ الغيوم أتتك حتى تُمطرا

هذا الشروق على القلوب كأنهُ
جبل رمى نحو الظمات الأنهرا

ستجيءُ سبع كلهنَّ قداسةٌ
من بعدها سيُرى فؤادك مُزهرا

سترى لهذا الكون طعما آخرا
وبكلِ يومٍ سوفَ تأكلُ سُكرا

وصحاري قلبك حين يهطلُ ماؤها
تنبيك أنَّ القلب أمسى شاعرا

يا أيها الإنسانُ إنَّك ضحكةٌ
نزلت وترجع بعد حينٍ للورا

يا أيّها الإنسانُ إنك قِبلة
للكائناتِ حذارِ أن تتجبرا

لا تنخدع فالعمر ليس بدائمٍ
خضْ طالبًا درب النجاة الأبحرا

"يا أيها الإنسان إنك كادحٌ"
ماشاء أن يجزيكَ أو أن يزجرا

حلّق بروحك واستمع ترتيلها
ما كل من خارت قواهُ تقهقرا

لا تجثُ، باب الله لم يؤصد ولن
يُبقي فؤادك حائرًا او مقفرا

طرْ في سماء الله واصنع عالمًا
يهدي الذي وسط الظلام تحيرا

اليأس بيت واحد ومشردٌ
لكنها الآمال قد زرعت قرى

إن أنتَ لم تأتِ لباب واحدٍ
جاءتك أبواب أبينَ تصبرا

سيمر مرك بعد ليلٍ حالكٍ
والصبح يقبل باسما ومعطرا

سترى عيون النجم تحكي قصةً
للعابرين بأنَّ ذلك ما جرى

حيدر حداد الكربلائي