الفيروسات الخطيرة هي التي تتكيف بشكل وثيق مع مضيفها. وإذا كان هناك وجود لفيروس فضائي حقا، فمن المحتمل أنه لن يكون خطيرا.
من دون الفيروسات قد لا تكون هناك حياة مستدامة على كوكب الأرض (الصحافة البريطانية)
يعتقد بول دافيس البروفيسور الأميركي عالم الأحياء الفلكية والكونيات أن الفيروسات قد تشكل جزءا حيويا من النظم البيئية على الكواكب الأخرى.
وفي التقرير الذي نشرته صحيفة "الغارديان The Guardian" البريطانية، قالت الكاتبة نيكولا دافيس، إن جائحة كوفيد قلبت الحياة رأسا على عقب، ولكن أحد العلماء البارزين حذر من أن الفيروسات قد لا تكون موجودة فقط على كوكب الأرض، وإنما في مكان آخر من الكون.
وقال دافيس، وهو مدير مركز "بيوند" للمفاهيم الأساسية في العلوم Beyond Center for Fundamental Concepts in Science في جامعة ولاية أريزونا Arizona State University، إن فكرة وجود الكائنات الفضائية تتراوح بين الحياة الميكروبية والحضارات المتقدمة للغاية التي قد تشير إلينا.
قد تكون الفيروسات موجودة لنقل المعلومات الجينية بين العوالم الأخرى (الصحافة البريطانية)
الفيروسات ودورة الحياة
لكن دافيس أيد فكرة وجود مجموعة واسعة من الميكروبات والكائنات المجهرية الأخرى التي ستكون أساسية على الأرجح لدعم الحياة ككل، مهما كان الشكل الذي تتخذه. ويبدو أن الفيروسات يمكن أن تكون جزءا من المعادلة.ونقلت الكاتبة عن دافيس أن الفيروسات تشكّل في الواقع جزءا من دورة الحياة. مشيرا إلى أنه يمكن اعتبارها عناصر جينية متحركة. في الواقع، اقترحت عدد من الدراسات أن مادة وراثية من الفيروسات قد دُمجت في جينومات البشر والحيوانات الأخرى من خلال عملية تعرف باسم نقل الجينات الأفقي.
ووفقا لدافيس، فإنه في حين أن أهمية الميكروبات في الحياة معروفة جيدا، فإن دور الفيروسات لا يحظى بالتقدير على نطاق واسع.
وقال إنه في حال كانت هناك حياة خلوية في العوالم الأخرى، فمن المحتمل أن تكون الفيروسات موجودة لنقل المعلومات الجينية بينها، موضحا أنه من غير المحتمل أن تكون الحياة الفضائية متجانسة أيضا، بل من المرجح أن يكون نظامها البيئي متكاملا".
ورغم أن التفكير في وجود فيروسات خارج كوكب الأرض قد يبدو أمرا مقلقا، فإن دافيس يشير إلى أنه لا داعي للذعر. وفسّر أن "الفيروسات الخطيرة هي التي تتكيف بشكل وثيق مع مضيفها. وإذا كان هناك وجود لفيروس فضائي حقا، فمن المحتمل أنه لن يكون خطيرا".
علامات الحياة قد تُكتشف خارج نظامنا الشمسي في غضون عامين إلى 3 (الصحافة البريطانية)
في غضون عامين
تأتي تعليقات دافيس في أعقاب دراسة حديثة نُشرت في أواخر أغسطس/آب في دورية ذا أستروفيزيكال جورنال The Astrophysical Journal، التي اقترحت أن علامات الحياة قد تُكتشف خارج نظامنا الشمسي في غضون عامين إلى 3 أعوام. ولكن الحاجة إلى النظر في النظم البيئية بأكملها لا تُطبّق فقط عند التفكير في الحياة الفضائية.وقال دافيس إنه من المهم أيضا أن يحاول البشر استعمار كوكب آخر. وأشار إلى أن "الجزء الأصعب من هذه المهمة يكمن في نوعية علم الأحياء الدقيقة التي يجب اصطحابها إلى هناك". ورغم أن جائحة كورونا جعلتنا نمقت الفيروسات، فإن دافيس يقول إن أنواعها ليست جميعها ضارة وإن هناك في الحقيقة فيروسات جيدة".
بعبارة أخرى، تضطلع الفيروسات بأدوار إيجابية، حيث يمكن للفيروسات التي تصيب البكتيريا -المعروفة باسم العاثيات- أن تساعد في السيطرة على التجمعات البكتيرية، كما ارتبطت الفيروسات بمجموعة من العمليات المهمة الأخرى، انطلاقا من مساعدة النباتات على التأقلم مع التربة شديدة الحرارة وصولا إلى التأثير على الدورات البيوجيوكيميائية الحيوية. وكما يلاحظ دافيس، فإن جزءا كبيرا من الجينوم البشري قد يكون متأتيا من بقايا فيروسات قديمة.
لكنه يجادل بأن هناك أيضا خلية بشرية وكوكبية، حيث تلعب الفيروسات دورا أساسيا في الطبيعة. ونوه بأنه "يعتقد أنه من دون الفيروسات، قد لا تكون هناك حياة مستدامة على كوكب الأرض".