- هنالك من حاول إقناعي بالتخلي عن ابنتي ”وخلي الله ياخذ أمانته“.
- وتقول بعض العاملين في مراكز التأهيل ”متنمرون وعنصريون ويحتاجون للتأهيل“.
- وتضيف أن ابنتها خضعت لعملية جراحية قيل إن فرصة نجاحها 1% فقط.
- وتخطط لإعداد ابنتها لتمثيل المملكة في الألعاب الأولمبية.
دفعت الحالة الصحية لابنة حواء الداوود المُصابة بمتلازمة داون والدتها على تحدى الظروف وفعل المستحيل لتأهيلها وتطوير قدراتها منذ اليوم الأول لولادتها حتى بلوغ عامها السابع اليوم.
وتتمنى ابنة مدينة صفوى، التي تعمل ممرضة في مدينة الرياض أن تشارك ابنتها ”سلمى سلام الزاير“ خلال عامين في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة «الألعاب البارالمبية» كأصغر لاعبة ممثلة للمملكة العربية السعودية.والتقت صحيفة ”جهينة الإخبارية“ بوالدة الطفلة سلمى أثناء تأديتها العلاج بالفروسية، حيث تحدثت آل داوود عن رحلة التحدي التي خاضتها لتأهيل طفلتها الطموحة والذكية.
وقالت ”حواء“ بأنها علمت بمرض ابنتها في أول أسبوع من الشهر السابع للحمل، وأن ذلك شكّل صدمة لها تسببت في ولادة مُبكرة.
وتابعت الحديث أن أول الضغوط التي واجهتها كان عدم توفر عاملة أو حضانات قريبة تهتم بإعطائها الأدوية طوال فترة تواجدها في العمل كونها لوحدها في الرياض وعلى إثر ذلك بدأت إجراءات استقدام عاملة وتركيب كاميرات للمنزل الذي تقطن فيه.
وأكملت آل داوود قصتها بتأثر موضحة أن ”سلمى“ أكملت عامها السابع وهي رحلة أمومة جديدة وتأهيل لها ولابنتها ”وهو عهد كان بيني وبين رب العالمين لأن أكون راضية تمام الرضا بأي رزق يكتبه لي لموقف سائني وقتها“.
وقالت: تشكل عندي حب التجربة معاها وكنت أقرأ في التربية وأرجع للأخصائيين في موضوع التأهيل وكنت أتابع مع عدة مراكز في آن واحد وأجمع الخبرات المختلفة، ومن هذه المراكز جمعية ديسكا في الرياض، وقسم العلاج الطبيعي في التخصصي، كما كان دور الأخصائية هنوف المرزوق غاية في الأهمية في توجيهي ”فهي التي مسكتني من يدي وقت ما كنت ضايعة ومشينا خطوة خطوة“.
وتابعت بأن سلمى تلقت تدريبها خلال السنوات الماضية في مركز «اس ماجيك» في بلدة أم الساهك بمحافظة القطيف، وكان لذلك أثر كبير في تقوية قوامها واستقامته من ناحية جسدية، ومن الناحية النفسية ساهم ذلك في تعميق ثقتها بنفسها. وفي السياق قدمت شكرها لجهود الأستاذ نواف العرادي على توفير مركز للعلاج التاهيلي بالخيل لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي تتدرب فيه سلمى منذ ثلاث سنوات.
وأضافت ”طبقنا دراسات كانت جديدة وتعامل جديد، كنت ضد فكرة الحماية المفرطة ومع ضرورة أن تخوض تجاربها وأن تتعرض لكل المحفزات والظروف من أجل أن تصبح كباقي اقرانها من الأطفال، إلى أن استوعبت أنها بحاجة للتعرف على الظروف وكيف تتعامل معها ومن ثم تتصرف بناء على هذه التجربة“.وشرحت مدى تطور ابنتها وبأنها استطاعت الوقوف والمشي وتعلمت أن تأكل لوحدها في وقت مبكر.
وقالن: لقد تقبلتها كما هي، وكانت ترافقني في كل مكان وهذا قد فرض وخلق لها قبول اجتماعي.
وشددت ”حواء“ على أنها كانت ترفض فكرة حرمانها من الخروج أو إخفائها وقت الزيارات، واصفة إياها بأنها لبقة جدا في التعاملات الاجتماعية.
وقالت ”لماذا أمنعها من الخروج؟ على العكس تماما، كنت فخورة بكل ما تصنع حتى لو كان صغيرا فقد كان بالنسبة لي انجازا عظيما، وقد فاجأتني بصنع أشياء ما كنت أتوقعها منها، واكتشفت أن ذاكرتها قوية جدا، فهي لا تنسى المواقف ولا الأشخاص. كما أن لديها حبا للموسيقى وفتحت لي آفاقا جديدة ودفعتني لتعلم أشياء جديدة لأقوم بدوري بنقل هذه المعرفة إليها“.
واستمرت مسيرة انجازات الطفلة سلمى حيث درست 6 أشهر فنون ”النوتة الموسيقية“ وتدربت والدتها على البيانو حتى تعلمها عندما تطول أصابعها.
وعن تدريب الفروسية قالت بأن الخيل من ضمن ”تساهيل الرحمن“ على حد تعبيرها، إذ أنها لم تكن تتخيل أن فرصة العلاج بالخيل متوفرة أصلا، وقالت ”بالصدفة كنت أبحث عن إسطبل وتفاجأت أنه اسطبل خاص بذوي الإعاقة وعلى الفور سجلتها وتطور الموضوع إلى هواية أكثر من كونه عن العلاج“.
ولفتت بأنها تحضر معها حصص تدريب ”اليوغا“ من بداياتها في جدة.
ولم تخلو رحلة ”حواء“ وابنتها ”سلمى“ من الصعوبات وذكرت أثناء حديثها وبتأثر شديد بأن أبرد الصعوبات كان يتسبب بها المجتمع من خلال ”الكلام المسموم“.وقالت بأنها قبل ان تُجري العملية الجراحية كانت في حرب نفسية بين ضغط العيش بدون عملية أو عملية مع فرصة نجاح ضئيلة.
وأشارت إلى أن هنالك أشخاص كانوا ”حرفيا“ يقنعونها بعدم إجراء عملية القلب لابنتها ”وخلي الله ياخذ أمانته“ وكلما سألت الأطباء في الشرقية يقولوا فرصتها في النجاة لا تتعدى 1%.
وأوضحت بأنها قررت إجرائها في الرياض عند الجراح عبد الله الغامدي ولم تستطع رؤيته إلا لحظة دخولها الى غرفة العمليات وسألته سؤالا واحدا: كم نسبة نجاح العملية؟ فقال 95%!، كنت لحظتها وكأن الله أعطاني الأمان في آخر لحظة حتى أنعم بالهدوء.
وختمت حديثها بأن هنالكً أشخاصا يحاولون الاستنقاص مني ومن ابنتي، ولعلها رسالة من الله حملني إياها حتى أتكلم بلسان الناس غير القادرة على الكلام.
وذكرت بأن المشكلة ليست في الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة، بل هي مشكلة في المجتمع، وضعف مراكز التأهيل في الشرقية، وتكمن تحديدا في تنمر وعنصرية بعض العاملين مراكز التأهيل، حتى أن بعضهم يرفض انضمام أطفال متلازمة داون إلى سلك التعليم العام بحجة أن شكله ”داون“ حتى لو كانت درجاته الدراسية عالية.
وتقول بلهجة غاضبة ”رسالتي للمجتمع هي أن أطفالنا لديهم قدرات الكافية، وأن مجتمعنا بحاجة لمن يهزه حتى يكون مؤدبا مع خلقة رب العالمين.. والعاملين في بعض مراكز التأهيل هم أنفسهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل قبل أن يمارسوا هذه المهنة“.