أيّها الملك العادل، أسعفْني
(١)
أردتُ أن اقول لجارتي صباح الخير ،فخجلتُ من سمار جبهتها ألذي أحدثتُه الشمس ، و من عينها التي كانت تُفتح وتغمض مع كلِّ جرة لبن ترفعها لتضعها في العربة.
(٢)
نويتُ أن امدّ يدي لأصافح صديقي حسن، فأوقفتني يمناه المبتورة في حربٍ لم يجنِ منها سوى ان يصبح معطوبَ القلبِ و الجسد.
(٣)
وفي محاولة لتربية الأمل، جوّلت نظري على الرصيف فرأيتُ طفلاً يطمئن على حرارة أخته و كأنه لم ينَم معها على الحجارة و كأنه لم يبرد ابداً.
(٤)
باغتني صوت عجوز ، يصرخ على حفيدهِ، الذي مات قبل خمسة أعوام برصاصة طائشة، أن يترك بيع الصحف ويلتحق بالمدرسة.
(٥)
نظرتُ بالمرآةِ ،
فرأيتُني أحقرَ من أنْ أبتسم في هذا الصباح
و رأيتُك أبعد من أن تسمعَني .