ندى سيدة في الثلاثين من عمرها، عاشت قصة حب عندما كانت في أول العشرينات، تبدو قصتها من الخارج جميلة رومانسية حالمة، إلا ان نهايتها سببت لها جرحاً لم تستطع الايام أن تداويه، بعد أن تخرجت ندي من الجامعة التحقت بالعمل في احدي المدارس، وهناك تعرفت علي زميل لها، رجل وسيم يدعي هشام، كان هشام في الثلاثين من عمره، في الحقيقة شعرت ندي بمشاعر تجاهه من أول نظرة، ولكنه كان يعاملها دائماً ببرود وبشكل طبيعي جداً مثلها مثل باقي الزميلات .
لم تمتلك ندي القوة أو الشجاعة لتعبر له عن مشاعرها، اكتفت بنظراتها الصامته له، كانت تظن أن مشاعرها من طرف واحد ولكن بعد مرور شهور قليلة، تفاجئت بهشام يطلب لقائها علي انفراد في احدي المقاهي، اعترضت في البداية ولكنه اقنعها بابتسامة لطيفة ووعد أنه يريد محادثتها في أمر مهم .
كان اللقاء جميلاً ساحراً بمعني الكلمة، كان هشام يجيد التمثيل لأقصي درجة، خدعها وخدع قلبها البرئ الذي كان واقعاً في حبه منذ زمن، عاش معها عدة شهور واستغلها بكل ما تحويه الكلمة من معان، وسرعان ما اختفي بدون كلمة واحدة، استيقظت ندي ذات نهار وذهبت الي عملها مثل عادتها علي امل اللقاء بحب حياتها وقضاء معه يوماً آخر، الا انها اكتشفت انه قدم استقالته وسافر الي احدي الدول بالخارج !
الغريب أنه كان يخطط للأمر منذ اشهر، لم يكلف نفسه حتي ان يخبرها او يترك لها اي جواب، اختفي بكل بساطة بدون كلمة وكأنه لم يعرفها يوماً، وكأنه لم يترك وراءه قلباً ينذف شوقاً وألماً .