تمكّنت قوات الجيش الليبي من توجيه ضربة موجعة للإرهابيين جنوب البلاد.
وأسفرت العمليات العسكرية عن اعتقال علي العجيلي الحسناوي، وهو أحد قادة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في مدينة براك الشاطئ بجنوب البلاد. وعثرت القوات الأمنية في منزل الحسناوي على كمية كبيرة من المواد التي تُستخدم لتصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر مختلفة كان التنظيم ينوي استخدامها لتنفيذ عمليات في جنوب ليبيا.
والمعروف أن العجيلي مرتبط بالإرهابي أبو طلحة الليبي أو عبد المنعم الحسناوي صاحب الثقل الكبير في التنظيم الإرهابي، وهو ما يعكس القيمة الكبيرة لهذه العملية الاستباقية.
وفي حين لم تبذل الحكومة المؤقتة الحالية الجهود الكافية لاعتقال الإرهابيين، رغم التحذيرات التي صدرت من جهات في ليبيا نفسها حول وجود إرهابيين داخل البلاد، وخاصة المرتزقة الذين جلبتهم تركيا.
إلى غاية 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، واصلت الحكومة الانتقالية شنّ عمليات أمنية وعسكرية ضد معاقل وتجمعات للإرهابيين، واعتقلت قيادياً بارزاُ في "تنظيم داعش" خلال عملية أمنية في مدينة بني وليد، على بعد 170 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس. ويبدو أن الأمر يتعلق بالمدعو "امبارك الخزمي"، الذي فضّل الاختباء في مزرعة في بني وليد، بسبب الضغط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الليبي في الجنوب المكشوف.
وفي تونس المجاورة، لا يزال الإرهابيون ينشطون في البلاد. ففي 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، تعرّضت دورية للحرس الوطني لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل عنصرين بعد تلقيهما طعنات بسلاح أبيض في سوسة. وجاء الرّد التونسي سريعاً بتنفيذ عملية انتهت بمقتل 3 إرهابيين على أيدي قوات الأمن.
وفي اليوم التالي، ألقت وحدات الشرطة في مدينة الحمامات جنوب شرقي العاصمة القبض على إرهابي مطلوب من قبل مديرية مكافحة الإرهاب، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي.
وفي 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، أمر نائب المدعي العام لمحكمة القصرين الابتدائية بالقبض على إمام مسجد في المدينة بتهمة تبرير الإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة ومع انهيار جماعة الإخوان المسلمين في تونس، يُلاحظ بذل كل من تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين، جهوداً واضحة لتعزيز حضورهما في كل من ليبيا وتونس. ومعلوم أن تركيا لا تزال تحافظ على وجود 7000 من المرتزقة التابعين لها داخل ليبيا، وحتى وإن كانوا غير نشطين حالياً، إلّا أنه يمكنهم التحرّك في أي وقت. ويبدو أن هناك من يرغب في عدم ترك هذين البلدين الواقعين في شمال أفريقيا في سلام وهدوء.
خوسيه لويس مانسيا