نسب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنة
نسب الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وقد لقب بعدة ألقاب شريفة منها خال المسلمين، صهر رسول الله، أمير المؤمنين، ملك الإسلام وغيرها من الألقاب التي تدل على مكانته العالية بين المسلمين، وكانت أمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه»، فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.» وعن أبان بن عثمان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.»
سلام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنة
قيل أن معاوية رضي الله عنه أسلم قبل أبيه، وذلك في العام السابع للهجرة، وكان ذلك عام عمرة القضاء، وكان يخاف من ملاحقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قالت له أمه منذ صغره:” إياك أن تخالف أباك”، فقال ذات مرة:” فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به”، وفي عام الفتح بعد أن فتح النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة مكة قام معاوية بن أبي سفيان بالذهاب إلى رسول الله وإظهار إسلامه، ورحب به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد إسلام معاوية رضي الله عنه وإعلان إسلامه لازم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته التالية، وروى عنه الكثير من الأحاديث، حيث شمل مسنده في مسند بقيّ على مئة وثلاثة وستون حديثًا، واتفق البخاري ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، وروى عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
أحاديث كثيرة وصحيحة، رضي الله عنه.
له من الأخوة: يزيد بن أبي سفيان، وعتبة بن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان. ومن الأخوات: أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم الحكم بنت أبي سفيان، وعزة بنت أبي سفيان، وأميمة بنت أبي سفيان.
فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنة
اتصف معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بكثير من الصفات الجليلة، وامتلك عددًا من الفضائل، وقدم عددً من الأعمال الصالحة للإسلام والمسلمين، وفيما يلي بعض فضائله رضي الله عنه:
- شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين والطائف.
- دعا له الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقال:” اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهدِ به”، ودعا له أيضًا بقوله:” اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقهِ العذاب”.
- معاوية رضي الله عنه هو أول صحابي يقوم بالجهاد في سبيل الله في البحر، وكان ذلك عندما كان أميرًا على الشام في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حين غزا جزيرة قبرص.
- كان الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه هو من اقتراح بإنشاء أول أسطول بحري للمسلمين، وذلك لمحاربة الروم في البحر، وقدم اقتراحه هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن قام الخليفة عمر رضي الله عنه برفض اقتراحه لخوفه على المسلمين من الغرق، ولكن تم تنفيذه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك بعد أن قام معاوية رضي الله عنه بتكرار اقتراحه عدة مرات على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبنيت بعد ذلك عدة سفن في طرابلس، عكا وصور.
- كان من كتاب الوحي الذي ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وثق به الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واختاره لفتح قيسارية، وهي مدينة محصنة بحصن شديد، وحاصرها معاوية رضي الله عنه لفترة طويلة حتى فتحها الله على يديه، وكان هذا في السنة ١٥ الهجرية.
- شهد معركة اليرموك وفتح دمشق، وذلك تحت راية أخيه يزيد رضي الله عنهما.
- قام الصحابي عمر بن الخطاب بتولية معاوية غلى الشام، وبقي وليًا عليها عشرون سنة.
- عرف عن معاوية رضي الله عنه صفة الحلم وكظم الغيظ، حيث قام أحد من الرجال بقول كلام سيء وشديد لمعاوية، ولكن معاوية لم يرد عليه، فقيل له:” لو سطوت عليه؟”، فرد رضي الله عنه:” إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي”.
أقوال السلف عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنة
قال الصحابة والسلف الصالح العديد من الأقوال في مديح قوة معاوية بن أبي سفيان وثباته على الإسلام ورباطة جأشه، وفيما يلي بعض أقوالهم رضي الله عنهم: (٢)(٤)
- قال عمر رضي الله عنه ذات مرة:” تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما، وعندكم معاوية؟”.
- قال أبو الدرداء رضي الله عنه:” ما رأيت أحدًا أشبه بصلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من صلاة معاوية”.
- قال ابن تيمية:” اتفق العلماء على أن معاوية رضي الله عنه أفضل ملوك هذه الأمة وكان ملكه ملكًا ورحمة”.
- ذُكِرَ عمر بن عبد العزيز عند الأعمش فقال: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه، قال: لا والله، في عدله”
- قال الذهبي عنه:” وحَسْبُك بمن يؤمِّره عمر ثم عثمان على إقليم فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويُرضي الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفَرْط حلمه وسعة نفسه، وقوه دهائه ورأيه”.
- قال عبد الملك بن مروان يومًا وذكر معاوية فقال:” ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه. وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا ولا أكثر سؤددًا ولا أبعد أناة -أي حلم ورفق- ولا ألين مخرجًا ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية.
وفاته معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنة
وكانت وفاته في دمشق عن 78 سنة بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد بن معاوية ودفن في دمشق وكانت وفاته في رجب سنة 60 هـ