تلميذة ترتدي كمامة للوقاية من فيروس كورونا
أظهرت دراسة جديدة هي الأولى من نوعها أن عدوى فيروس كورونا المستجد لا تؤثر على وظائف الرئة لدى الشباب.
وذكرت الوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي) في تقرير نشرته الأربعاء، أن الدراسة التي تم الإعلان عن نتائجها في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي وجدت أنه حتى مرضى الربو لم يظهروا أي دلالة على حدوث تدهور في وظائف الرئة لديهم.
ونقلت الوكالة عن قائدة الدراسة، التي أجريت في معهد كارولينسكا، السويد، الثلاثاء الماضي، والتي تعد الأولى التي تحقق في تأثير عدوى كورونا على وظائف الرئة، الدكتورة إيدا موجينسن، قولها: "لقد أثارت جائحة كورونا تساؤلات حول ما إذا كانت الرئة تتأثر من الإصابة أم لا، وكيف تتأثر بعد التخلص من العدوى، خاصة عند الشباب من عامة السكان المصابين بأعراض أقل حدة، وحتى الآن، لم يكن هذا معروفاً".
وفحصت موجينسن وزملاؤها بيانات 661 شاباً يبلغ متوسط أعمارهم 22 عاماً في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 ومايو/أيار 2021.
وتضمنت البيانات التي تم جمعها قياسات لوظائف الرئة وحجم الالتهابات وعدد خلايا الدم البيضاء التي تسمى الحمضات والتي تعد جزءاً من جهاز المناعة.
ومن بين 661 مشاركاً، كان لدى 178 (27%) أجسام مضادة لكورونا مما يشير إلى أنهم قد أصيبوا بالفيروس، ولتقييم تأثير الإصابة على هؤلاء المشاركين قام الباحثون بقياس حجم الهواء في الرئتين الذي يمكن زفيره بعد أخذ أعمق نفس ممكن، ومؤشر ضيق الشعب الهوائية.
وأظهر تحليل البيانات أن وظيفة الرئة كانت مماثلة قبل وبعد الإصابة بغض النظر عن التاريخ المرضي للمشاركين، وهو ما رآه الباحثون أمراً مطمئناً للشباب.
كما أشارت دراسة أخرى تم الإعلان عن نتائجها في المؤتمر إلى أن وظائف الرئة لدى الأطفال والمراهقين لا تتأثر أيضاً بعد الإصابة بفيروس كورونا، وذلك باستثناء أولئك الذين عانوا من عدوى شديدة.
ونظرت الدراسة التي قدمتها الدكتورة آن شليجتيندال، أخصائية طب الأطفال والمراهقين وأمراض الرئة في مستشفى الأطفال الجامعي، جامعة رور، ألمانيا، في الآثار طويلة المدى لعدوى كورونا على 73 طفلاً ومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاماً في الفترة بين أغسطس/آب 2020 ومارس/آذار 2021.
ونقلت الوكالة عن شليجتيندال قولها: "على الرغم من أن الأطفال والمراهقين يميلون إلى المعاناة من أعراض أقل حدة من عدوى كورونا مقارنة بالبالغين، إلا أنه لا يوجد حتى الآن سوى أدلة أولية حول الآثار طويلة المدى لكورونا على وظائف الرئة لدى هؤلاء الأطفال والمراهقين".
وأجرت شليجتيندال وزملاؤها اختبارات وظائف الرئة لدى المشاركين في الدراسة في الفترة بين أسبوعين وستة أشهر بعد الإصابة بكورونا، وقارنوا النتائج بنتائج مجموعة مراقبة مؤلفة من 45 طفلاً لم يصابوا بالفيروس، وكان لدى المشاركين أعراض مختلفة الشدة.
ووجدت الدراسة أنه كان لدى 19 طفلاً ومراهقاً في المجموعة التي أصيبت بكورونا أعراض مستمرة أو جديدة بعد الإصابة، فيما أبلغ 8 منهم عن عرض واحد على الأقل من أعراض الجهاز التنفسي، وعانى 6 من مشاكل مستمرة في التنفس و2 من سعال مستمر، وأظهر 2 من هؤلاء المرضى الـ8 عن تغير في الوظائف الرئوية.
ولكن عندما قارن العلماء بيانات مرضى كورونا مع مجموعة المراقبة الأخرى، لم يجدوا فروقاً ذات دلالة إحصائية على اختلاف وظائف الرئة بسبب الفيروس، وهو ما اعتبروه أمراً مطمئناً لهذه الفئة العمرية